القدس بعد ضعف الدولة العباسية.. الدخول في ولاية الطولونيين ولاة مصر ثم الأخشيديين الذين دفن حكامهم فيها كمحمد الأخشيد وأبو القاسم محمد أنوجور

عندما ضعفت الدولة العباسية نتيجة النزاع على الخلافة، دخلت القدس وفلسطين في ولاية الطولونيين ولاة مصر (262- 265هـ /878-905م) وجاء بعدهم الأخشيديون (327- 359هـ/ 939-969م) فكان للقدس في عهد الإخشيديين هؤلاء منزلة خاصة لدرجة أنَّهم أوصوا بأن يدفنوا فيها بعد مماتهم وكان لهم ذلك فعندما توفي محمد الأخشيد في دمشق نقل إلى القدس ودفن بها 334هـ/945م، وعندما مات أبو القاسم محمد الملقب «أنوجور» عام 349هـ/960م. حمل إلى القدس أيضاً ودفن بها إلى جوار والده.
وفي عهد «أنوجور» زار الرحالة الفارسي المسلم خسرو مدينة القدس ووصفها في كتابه «سفرنامه» بما يلي: «إنه كان في القدس يومئذ عشرون ألف نسمة وأنَّ فيها أسواقاً جميلة وعالية وأن أرضها مرصوفة بالحجارة وأنه يوجد على حافة سهل معروف بالساهرة قرافة عظيمة فيها مقابر كثير من الصالحين».
وعندما توفي أبو الحسن الأخشيدي عام 965م الذي نقل إلى القدس ودفن فيها، انفرد بالملك بعده كافور مدير مملكته وخطب له على منابر مصر والشام ومنها منابر القدس ولما توفي كافور عام (966م) نقل إلى القدس أيضاً ودفن فيها.
لقد كانت منزلة القدس التي تحدثنا عنها سابقاً لدى الإخشيديين منزلة تتصل بالعاطفة الدينية فحسب حيث لم تكن القدس ذات أهمية في عهدهم من الناحية التجارية أو الناحية الحربية وكانت في عهدهم دون الرملة من حيث الحجم والأهمية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال