باب في التفكر في عظيم مخلوقات الله تَعَالَى وفناء الدنيا وأهوال الآخرة وسائر أمورهما وتقصير النفس وتهذيبها وحملها علَى الاستقامة في كتاب رياض الصالحين

باب في التفكر في عظيم مخلوقات الله تَعَالَى وفناء الدنيا وأهوال الآخرة وسائر أمورهما وتقصير النفس وتهذيبها وحملها عَلَى الاستقامة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقدمة:

يُعد التفكر في عظيم مخلوقات الله تعالى من أهم العبادات التي تُقرب العبد من ربه، وتُثري عقله، وتُنعش روحه، وتُلهمه بالخير، وتُحذره من الشر.

أهمية التفكر:

  • يُعزز الإيمان بالله تعالى: فالتأمل في عظمة الكون ودقة خلقه يُوصل إلى معرفة قدرة الله تعالى وكماله.
  • يُنشئ مشاعر الامتنان والشكر لله تعالى: فالتفكر في نعم الله تعالى الظاهرة والباطنة يُولد في النفس شعورًا بالامتنان والتقدير.
  • يُساعد على تهذيب النفس وتزكيتها: فالتفكر في عظمة الله تعالى وقدرته يُساعد على التخلص من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة.
  • يُحفز على العمل الصالح: فالتفكر في ثواب الآخرة يُشجع على بذل المزيد من الجهد في سبيل الله تعالى.

موضوعات التفكر:

  • التفكر في عظمة الكون: كالسماوات والأرض والنجوم والكواكب، ودقة خلقها وانتظامها.
  • التفكر في خلق الإنسان: كأعضاء الجسم ودقة تركيبه، وقدرة الله تعالى على خلقه من نطفة.
  • التفكر في نعم الله تعالى: كالنعم الظاهرة كالسمع والبصر والصحة، والنعم الباطنة كالإيمان والعقل.
  • التفكر في فناء الدنيا: وزوالها، وأنها دار ابتلاء واختبار.
  • التفكر في أهوال الآخرة: كالحساب والعقاب والثواب.

الآيات القرآنية التي تحث على التفكر:

  • "إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا" (سـبأ: 46).
  • "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ" (آل عمران: 190-191).
  • "أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ" (الغاشية: 17-21).
  • "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا" (القتال: 10).

الوصايا:

  • تخصيص وقت للتفكر بشكل منتظم.
  • اختيار مكان هادئ بعيد عن الضوضاء.
  • التفكر في معاني الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
  • قراءة كتب السير والتراجم.
  • مُحاسبة النفس على تقصيرها.
  • الدعاء إلى الله تعالى أن يُعينا على الاستقامة.

الخاتمة:

إن التفكر في عظيم مخلوقات الله تعالى وفناء الدنيا وأهوال الآخرة من أهم العبادات التي تُقرب العبد من ربه، وتُثري عقله، وتُنعش روحه، وتُلهمه بالخير، وتُحذره من الشر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال