الانقسام في النظام التعليمي الموريتاني بعد الاستقلال.. زيادة عوامل الفرقة والتمييز بين أبناء الأمة

مع استقلال موريتانيا في بداية الستينيات من القرن الماضى إلا أنها ظلت حتى أواخر الثمانينيات في مرحلة مبكرة من نظامها التعليمي نتيجة لعدم الاستقرار السياسي والتعدد العرقي واللغوي داخل البلاد.

وقد انقسم التعليم في موريتانيا في فترة ما بعد الاستقلال على قسمين: الأول تعليم باللغة العربية، والثاني تعليم مزدوج اللغة، تغلب عليه اللغة الفرنسية مع تخصيص ساعات قليلة لتعليم اللغة العربية.

وقد استمر هذا النظام التعليمي عشرين عامًا من 1979 م – 1989م وكان «المور» يقبلون على تعليم أبنائهم التعليم العربي، بينما يقبل السود والبربر على التعليم الفرنسي.

وقد كان وجود هذا الانقسام في النظام التعليمي الموريتاني سببًا في زيادة عوامل الفرقة والتمييز بين أبناء الأمة.

وبالإضافة إلى ذلك ـ ومع الجهود الكبيرة للحكومة وإنفاقها قدرًا كبيرًا من الدخل القومي على المدارس الحكومية ـ فإن مستوى التعليم في تلك المدارس كان يتدنى عامًا بعد عام، مما دفع الأسر الغنية إلى تعليم أبنائها في المدارس الخاصة التي كانت تقدم مستوى أفضل - نسبيًا - من التعليم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال