مرحلة التعليم الابتدائي في موريتانيا.. استيعاب جميع الأطفال ممن هم في سن الإلزام والحد من التسرب من التعليم رغم العجز الشديد في أعداد المعلمين

مدة الدراسة بمرحلة التعليم الابتدائي في موريتانيا ست سنوات.
وقد قطعت موريتانيا شوطًا كبيرًا في مجال مد مظلة التعليم الابتدائي ليشمل نسبة كبيرة ممن هم في سن الالتحاق بالتعليم على المستويين الكمي والجغرافي؛ بحيث شملت هذه المظلة نسبة كبيرة من ولايات ومدن وقرى البلاد.

ومما يدعم ذلك تتبع أعداد الملتحقين بالمدرسة الابتدائية عبر السنوات المختلفة، فقد بلغ إجمالي التلاميذ بالمرحلة الابتدائية في عام 1964م، (19100) تلميذ وتلميذة بنسبة (14%) من إجمالي عدد الأطفال الذين يجب أن تتاح لهم فرص التعليم الابتدائي.

وفي عام 1984م قفزت هذه النسبة لتصل إلى 35%، وفي العام الدراسي 85 – 1986 ارتفع عدد التلاميذ المنتظمين في صفوف المرحلة الابتدائية إلى (140871) تلميذًا وتلميذة.

وفي كل الأحوال كانت أعداد التلاميذ الذكور تزيد كثيرًا عن أعداد الإناث، وقد بلغ عدد المدارس الابتدائية في نفس العام (878) مدرسة وبلغ عدد المعلمين العاملين بتلك المدارس (2900) معلم ومعلمة.

وقد كانت الحكومة حريصة على الاهتمام بتعليم اللغة العربية في هذه المرحلة بوصفها اللغة الرسمية للبلاد، وذلك مع كثرة الحملات التي كانت تدعو إلى استبدال الفرنسية بها.

وقد أخذت الحكومة على عاتقها – خلال الخمسة عشر عامًا الماضية – ضرورة تطوير نظام التعليم الابتدائي، ووضعت في أولوياتها استيعاب جميع الأطفال ممن هم في سن الإلزام، والحد من التسرب من التعليم.

وقد أبرزت تقارير الأمم المتحدة كثيرًا من الإيجابيات التي تحققت في التعليم الابتدائي خلال الفترة الماضية حيث أصبح التعليم الابتدائي في عام 2003م متاحًا في حوالي 90% من الرقعة الجغرافية للبلاد.

كما ارتفع إجمالي أعداد التلاميذ المنتظمين في الدراسة في المرحلة الابتدائية من (187502) في عام (91 – 1992) إلى (375.695) في العام الدراسي (2001 – 2002).

وفي نفس الفترة زادت أعداد المدارس من (1309) إلى (3266) مدرسة.
كما زاد عدد معلمي المرحلة الابتدائية من (3967) إلى (9604) معلمين، وبذلك انخفض متوسط عدد التلاميذ لكل معلم من (47.7) إلى (40.1) تلميذ لكل معلم في نفس الفترة.

ومع ذلك فإن هذه النسب المتفائلة قد اقترنت بمعدل كبير للتسرب من التعليم الابتدائي، ومع أن نسبة التسرب قد قلت من 55% عام (1998 – 1999) إلى 45% في عام (2001 – 2002) إلا أنها مازالت تمثل نسبة كبيرة وخطيرة.

ويشكو التعليم الابتدائي من العجز الشديد في أعداد المعلمين وبخاصة أولئك الذين يتحدثون الفرنسية ومزدوجو اللغة، كما أن هناك نسبة غياب كبيرة بين المعلمين تتطلب تطبيق إجراءات رادعة تجاههم، وكذلك تكثيف المتابعة الميدانية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال