مدخل الأدب وتعليم القراءة.. التفاعل مع النماذج المبتكرة في النثر والشعر. فتح آفاق رحبة أمام المتعلمين من خلال ما يزودهم به من مادة ثرية بمكوناتها اللغوية

 تعد فنون أدب الأطفال المتنوعة مادة جيدة لتعليم مهارات القراءة، فالاناشيد والقصص، والروايات الشعبية الأسطورية، والقصص الخيالية، وسير الأبطال، والقصص التاريخية، والاجتماعية، والقصص العلمية، وغير ذلك من اشكال متنوعة، تشجع الأطفال على القراءة، إذ ان سلاسل القراءة الأساسية تجعل التلميذ حبيسا لما تفرضة علية موضوعات تلك السلاسل أما الأدب فهو يتيح آفاقا رحبا أمام المتعلمين، من خلال ما يزودهم به من مادة ثرية بمكوناتها اللغوية، وجذابة بما تشتمل علية من احداث وشخصيات وعادات وتقاليد او ايقاع وقافية او قيم واتجاهات فضلا عن تزويدهم بخبرات متنوعة وغزيرة.
وقد خلص تونل وجاكوبس إلى أن الأدب يساعد التلاميذ في اكتساب مهارات القراءة الساسية مبكرا، كما ينمى لديهم اتجاهات ايجابية نحو القراءة، فضلا عن ان تزويد التلاميذ بكتب الادب المتنوعة والمناسبة يؤدي إلي تزايد الطلاقة في القراءة لديهم.
وقد خلصت تشومسكي ،وتيل مارتينز إلي أن قراءة الأدب والاستماع له يسهمان في نمو الثروة اللغةية لدى التلاميذ، وفهم القروء واستيعابة، فضلا عن الطلاقة في القراءة.
وتؤكد شينفيلد على أن قراءة الأدب تسهم بشكل كبير في تنمية مهارات عديدة مرتبطة بالقراءة، كالقراءة في وحدات ذات معنى، أو ما يسمى بالقراءة المعبرة، فضلا عن الحساس باليقاع الموسيقس الذي يكون ناتجا من نواتج قراءة الانلشيد ذات الايقاع الجيد والموسيقى الجميلة.
وتتيح القراءة الجماعية Choral Reading للمقطوعات الشعرية فرصة جيدة لتنمية الحس بالوزن والقافية، والقدرة على ضبط الايقاع، والتوافق والاتساق بين أداء التلاميذ داخل المجموعة، والتنويع فى الطبقات الصوتية، والقراءة في عبارات كاملة والتنسيق بين التلاميذ أثناء القراءة وقبلها.
وقد يتم تقسيم التلاميذ إلي مجموعات فرغية، بحيث تقرأ كل مجموعة مقطعا من التشيد، وتستكمل الأخرى، وهكذا يمكن أن تتم القراءة بالتناوب فيما بين تلك المجموعات الفرعية، كما يمكن انتقاء عدد من التلاميذ يقومون بترديد بعض الأبيات التي تردد على نحو متكرر فيما بين مقاطع النشيد.
 وفضلا عن أن قراءة المعلم القصص لتلاميذه تقدم لهم النموذج الذي قد يحتذونه في قراءتهم اللاحقة، فإنها فى الوقت ذاته تجعلهم أكثر رغبة فى القراءة بأنفسهم، وذلك لان الجزء المثير فى القصة الذي يقرأها لهم المعلم قد يحفزهم لقراءة القصة كلها بأنفسهم.
يضاف إلى ذلك ان قراءة القصص للتلاميذ تهيئ لهم فرصة للتفاعل مع النماذج المبتكرة في كل من النثر والشعر، وإذا ما اتسمت قراءة المعلم بخصائص الأداء الطبيعي والإيقاع الجيد، والنغمة المناسبة والمعبرة.
وإذا ما أتاح الفرصة عقب تلك القراءة للمناقشة، واهتم بالكلمات المفتاحية او الأساسية فى القصة، وركز على العبارات الأساسية وقوم ردود أفعال التلاميذ واستجاباتهم للمقروء، وذلك بعد انتقائه للقصص المناسبة، والمثيرة ن فانه يستطيع ان يجعل تلاميذه أكثر رغبة فى القراءة ن وأكثر اقبالا عليها.
وعلى مساوى الأناشيد والمقطوعات الشعرية يمكن للمعلم تدريب الأطفال على قراءة النص مضبوطا، ومراعاة دقة نطق الاصوات، والكلمات نطقا صحيحا واخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، كما يزود النص الأطفال بكلمات جديدة تزيد من ثروتهم اللغوية عن طريق شرح معاني تلك الكلمات، وعكسها، ومفردها، وجمعها، ووضعها فى جمل توضح معناها.
كما يستطيع المعلم تدريب الأطفال على السرعة فى القراءة بمطالبتهم بقراءة الابيات فى وقت محدد وقصير، والقاء اسئلة تقيس ما فهموه من القراءة فى ذلك الوقت المحدد.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال