تتميز كل أشباه الجزر في إقليم البحر المتوسط بجنوب أوروبا بالمرتفعات الجبلية التي كانت دائماً مناطق طرد لسكانها.
ففي أسبانيا تخرج الهجرات من المناطق الكثيفة والمبعثرة السكان وذلك لقلة الموارد الاقتصادية التي تحفز السكان للهجرة الخارجة، حيث يعمل المهاجرون في الحرف الدنيا مثل الحمالين والسعاة، أو في حصاد المحاصيل الزراعية، أو في زراعة الكروم والحدائق المختلفة، وقد ساعدت زراعة الأرز في منطقة كامارج على جذب قدر كبير منهم.
وفي إيطاليا ينتقلون بين الجبل والسهل، وإلى الدول المجاورة، وكان شمال إيطاليا منطقة جذب للإيطاليين، واتجه كثير منهم نحو ليبيا وتونس والجزائر، والعدد الأكبر منهم اتجه نحو فرنسا للعمل في مناجم الحديد باللورين.
ومن أبرز سمات الهجرة الإيطالية ارتباط المهاجرين بوطنهم الأصلي حيث يرسلون مدخراتهم لإيطاليا لشراء الأرض أو استثمارها.
وقد توقفت الهجرة الإيطالية خلال الحرب العالمية الثانية بسبب القيود التي فرضها الحرب الفاشية على السكان للمحافظة علي الأيدي العاملة.
وقد ساعد انضمام إيطاليا للسوق الأوروبية علي هجرة الأيدي العاملة إلى كل من بلجيكا وألمانيا وفرنسا.
في شبه جزيرة البلقان لعبت الهجرة المغادرة دوراً كبيراً في وضعها الديموغرافي وذلك نتيجة للأسباب الاقتصادية والسياسية والدينية.
وأدت هذه الهجرات إلى اختلاط بشري عميق بين شعوب البلقان وجعلت من الصعب تتبع الحدود بين الولايات المتتابعة في الإمبراطورية التركية.
التسميات
هجرة سكانية