جمهورية اندونيسيا أو ما يعرف بـشركة الهند الشرقية الهولندية، سابقا، وقعت تحت الاستعمار الهولندي من القرن السابع عشر حتى أوائل القرن العشرين (مايقرب من 350سنة).
في العصر القرن العشرين فسحت الحكومة بقيادة سوكارنو المجال للشيوعيين، وحاولوا السيطرة على الحكم فجهزوا جيشاً عام 1948 قوامه (35) ألف، فقتلوا أكثر من (1500) من العلماء والمدرسين، وأعلنوا أن اسم دولتهم (اندونيسيا السوفييتية)، فأعلن الجهاد وقضي عليهم، الرئيس (سوهارتو) الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري وأقصى سوكارنو عن الحكم.. سار على نهجه، في صبغ أندونيسيا المسلمة بالصبغة العلمانية (اللادينية).
في سنة 1945م عقدت لجنة الإعداد للاستقلال في أندونيسيا، لوضع أسس للدولة المقبلة، واحتدم الخلاف بين القوى الإسلامية والوطنية - كما يقال عنهم - حول أساس الدولة، هل هو الإسلام أو اللادينية.
في أثناء ذلك وضع سوكارنو - وهو أول رئيس لاندونيسيا بعد الاستقلال المبادئ الخمسة (البانتشاسيلا) لتكون أساس وفلسفة الدولة، وأنجزت اللجنة التساعية التي ضمت الزعماء الإسلاميين والزعماء الوطنيين مهمتها في وضع ميثاق جاكرتا وتم التوقيع عليه في 22 يونيو 1945م.
وهذا الميثاق أصبح مقدمة لدستور سنة 1945م بعد إلغاء جملة: "مع وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية على معتنقيها".
ويقال إن سبب إلغاء هذه الجملة هو صدور إنذار من النصارى- وهم قلة قليلة في أندونيسيا -بعدم المشاركة في النضال لنيل الاستقلال إذا لم تحذف هذه العبارة، وهكذا ضاع أمل الإسلاميين في إنشاء دولة إسلامية في اندونيسيا نتيجة فكر الدول الصليبية وتلاميذها من القادة العلمانيين ،وكان سوكارنوا - واضع المبادئ الخمسة - يحكم أندونيسيا مثل باقي العسكريين الذين استولوا على السلطة في دول العالم الثالث بالحديد والنار.
وفي عام 1965 أقيم احتفال للمؤتمر الشيوعي في (جاكرتا) وأعلن فيه رئيس الجمهورية انه ماركسي، وانطلقت المقاومة الشعبية وطالب بإسقاط (سوكارنو) ومحاكمته، ولما شعر بانفلات الأمر من يده، أعلن تسليم السلطة إلى (الجنرال سوهارتو) في عام 1967.
قضى سوهارتو على الشيوعيين، ولكن المد الصليبي تمكن بوسائله من الوصول إلى مراكز مهمة في الدولة والسيطرة على السلطة، واستطاع القلة من النصارى بدعم خارجي من السيطرة على الاقتصاد في اندونيسيا.
أدى التحول من حكم سوكارنو(اشتراكي) إلى حكم سوهارتو (الرأسمالي ـ اقتصاد السوق الحر) إلى تغيير الملامح السياسية للنظام وتبعها تغيرات اقتصادية واجتماعية.
وعلى أساس أن هذه المبادئ هي نقاط التفاهم بين جميع الطوائف في أندونيسيا، وهذه المبادئ الخمسة بقيت مبادئ نظرية محضة، أو شعارات مرفوعة - كما هي الحال في الحكومات العسكرية في العالم الإسلامي - وتخفي وراءها العلمانية التي تسعى إلى سلخ الشعب المسلم في أندونيسيا عن الإسلام شيئاً فشيئا، انطلاقاً من التزام الحكومة بالبانتشاسيلا باعتبارها الأساس الوحيد المعترف به للسياسة العامة للدولة.
فقد صدرت القوانين التي اعتبرت أية دعوة لتطبيق الدين الإسلامي دعوة تخريبية تهدد أساس استقرار المجتمع.
كما حاولت الحكومة عام 1973م منع المسلمين من التحاكم لقوانين الشريعة الإسلامية المتعلقة بالزواج والطلاق والأحوال الشخصية.
إلا أن تلك المحاولة أسقطتها المظاهرات التاريخية الكبرى التي قام بها الشباب المسلم آنذاك.
كما اتجهت الحكومة لمنع حجاب الشابات المسلمات وألحقت جهاز بوليس بكل مصلحة حكومية لتولي مسؤولية مراقبة وملاحقة أنشطة الدعوة الإسلامية، وأدخلت الحكومة مبادئ البانتشاسيلا كمادة أساسية في مجال التربية والتعليم في جميع المراحل التعليمية، وأعدت دورات تدريبية لجميع موظفي الحكومة والقطاع الخاص لدراسة مبادئها، زعماً بأن البانتشاسيلا ليست ضد الإسلام والمسلمين وإنما تعني حرية الأديان للتعايش السلمي.
التسميات
الدراسة في اندونيسيا