ميناء عدن.. مركز لتبادل السلع، وتجمع تجارات عالمي المحيط الهندي والبحر المتوسط

قبل التحدث عن ميناء عدن يجب أن نذكر أن اليمن اشتهرت منذ القدم بالتجارة بسبب موقعها الاستراتيجي بالنسبة للتجارة بين الشرق والغرب، إذ أنها سيطرت على أهم شرايين التجارة العالمية منذ القديم.

فهي ميناء واقع بالقرب من مدخل البحر الأحمر، وقد أطلق على الخليج هذا الاسم فيما بعد.

وعلى الرغم من جدب أرض عدن وعدم توفر المياه العذبة، وشدة القيظ والحرارة التي اشتهرت بها، حتى ان ابن بطوطة قال عنها "هي مدينة كبيرة لا زرع بها ولا شجر ولا ماء".

لكنها تعد من أكبر المراكز التجارية حتى انها اصبحت تتحكم بدخول السفن وخروجها من باب المندب لأنها تقع في الطرف الجنوبــي
الشرقي منه ويتم فيها تبادل السلع الشرقية والغربية كأنها تعتبر الحد الفاصل بين سير عابرات المحيط الضخمة المحملة بالتوابل والأعشاب الطبية والحراير واللبان والصمغ وأخشاب الصندل، وإلى غير ذلك من السلع، وسفن البحر الأحمر الأصغر حجماً والتي كانت تحمل البضائع المصرية والأوربية مثل النحاس والزئبق والصبغة الحمراء والمرجان والمنسوجات الصوفية والحريرية وغيرها وتلتقي هذه وتلك في عدن.

فهي مركز لتبادل السلع، وتجمع تجارات عالمي المحيط الهندي، البحر المتوسط، وإن كان ذلك لم يمنع بعض السفن الضخمة من المرور في البحر الأحمر حاملة منتجات الشرق الأقصى لتصل الى جدة.

ويضيف شوقي عبد القوي عثمان عاملاً أخر لأهمية ميناء عدن الطيبة الا وهو رعاية مصر لعدن وعلاقتها الطيبة بحكامها المماليك، الأمر الذي جعلها تتمتع بما لم تحظ به موانيء أخرى مقابلة لها على الخليج.

فضلاً عن الجهود التي بذلها حكام عدن في تلك المدة للقضاء على القرصنة في المحيط الهندي وتأمين وصول السفن التجارية الى مدينتهم.

الأمر الذي أثر في ازدهار حركة التجارة في الميناء.
وقد ظلت عدن حتى أوائل القرن الخامس عشر الميناء الرئيس التي ترد اليها البضائع الهندية والصينية المارة الى مصر ثم الى أوربا والعكس.

وكان لتجار مصر الكارمية بعدن مركزاً ممتازاً ولهم مؤسسات وفنـادق ومصـارف مالية وتجارية.

وتجار عدن ومنهم تجار الكارم يسافرون الى الشام ومصر و(الحبشة) والهند والصومال ومدن وموانيء الخليج العربي، ولكن مكانة الميناء اخذت بعد ذلك التاريخ تتدهور.

فبدأت السفن التجارية بالتحول الى موانئ أخرى من موانئ البحر الأحمر وخاصة ميناء جدة وذلك لجملة أسباب متعلقة بالوضع السياسي والاقتصادي لليمن كان من بينها، سوء معاملة حكام عدن في عهد آل رسول وفرضهم ضرائب باهضة على التجارات المارة بهم ومنها التجارة الكارمية.

وصار من التقاليد المرعية عند وصول إحدى السفن الى عدن أن يصعد إليها عمال الميناء وينزعون قلاعها ودفتها ومرساتها حتى لا يمكنها الإبحار قبل أن تدفع الأموال والضرائب المستحقة.

وكان التجار يفتشون تفتيشاً دقيقاً بل وحتى النساء كانت تفتشهم عجوز للغرض نفسه كل ذلك أدى الى تحول التجارة من عدن الى جدة سنة 1424م.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال