اهتمت دولة الخلافة العثمانية بحدود فلسطين بعد أن حفرت قناة السويس عام 1869م، وتخوف بريطانيا على مصالحها بها من العلاقات بين تركيا وألمانيا، وأرادت بريطانيا دفع الحدود بعيداً عن قناة السويس، ولم تكن في تلك الفترة أهمية لصحراء سيناء، وجاء اهتمام بريطانيا بالحدود بالشكل التالي:
في عام 1905 زادت مخاوف بريطانيا من الدولة العثمانية نتيجة مد خط سكة حديد الحجاز من العقبة، وبالتالي ضغطت على تركيا بدفع الحدود شرقاً في سيناء.
وقد قررت بريطانيا الحدود من منطلق ثلاث أبعاد:
- البعد الأول: إبعاد القوات العثمانية في النقب الفلسطيني أكثر ما يمكن شرقاً.
- البعد الثاني: أن يكون الخط بين رفح والعقبة مستقيماً ليكون أقصر ما يمكن.
البعد الثالث: أن يمر الخط شرق آبار وينابيع المياه دائمة العطاء، وبذلك توفير مياه الشرب للقوات البريطانية على الحدود، والتحكم في القوات العثمانية التي ينقصها الماء في هذه الصحراء.
وعليه تم رسم الحدود من رأس طابا على خليج العقبة حتى تل الخرائب غربي رفح على ساحل البحر المتوسط. واتفق الطرفان على إقامة أعمدة من الحجارة في نقاط بارزة على امتداد خط الحدود بحيث يمكن من نقطة الحدود رؤية النقطة السابقة و اللاحقة.
ويتمشى هذا الحد في القطاع الجنوبي له من الحافة الإنكسارية الغربية للأخدود الذي يشغله وادي عربة وخليج العقبة، ويمر خط الحدود بالقمم الجبلية التالية، هوجين ونيشف وسحوب، ويتراوح ارتفاعها بين 300-800 متر فوق سطح البحر، ويبدأ خط الحدود في الانخفاض التدريجي كلما اتجهنا شمالاً خاصة بالقرب من قطاع العوجة حيث لا يزيد المنسوب عن 200متر.
بقي هذا الخط حداً بين مصالح الطرفين حتى الحرب العالمية الأولى وبعد انتهائها واحتلال فلسطين من قبل بريطانيا، وظل هذا الحد متعارف عليه حتى حرب عام 1948م، حيث شكل هذا الخط خط الهدنة بين مصر ودولة الكيان الصهيوني عام 1949.
ما عدا حدود مصر مع قطاع غزة، لكن بعد احتلال سيناء وقطاع غزة وظلت هذه المناطق تحت الاحتلال حتى اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 التي اتفقت فيه مصر مع دولة الكيان الصهيوني على الانسحاب حتى الحدود الدولية التي أقرت بين أحفاد محمد على باشا وبريطانيا.
التسميات
جغرافية فلسطين