الفلسفة الاسمية.. نقد المجردات والاعتماد على المشاهدة والتجربة

انتهت الفلسفة المدرسية في مرحلتها الأخيرة في القرن الرابع عشر إلى ما يسمى بالاسمية، وهي تيار فلسفي أخذ في نقد المجردات وادعى أنها ليست إلا أسماء أو ألفاظا جوفاء، واهتم بالاعتماد على المشاهدة والتجربة، وقد بلغ النزاع بين الاسميين والواقعيين ذروته في هذه الفترة، وامتازت هذه المرحلة بظهور التصوف.

وكان وليم أوف اوكام (1295 _ 1349 م) من ابرز الفلاسفة الذين بشروا بالاسمية.
كان من الفرنسيسكان ولكنه تحرر من فلسفتهم، بل ومن كل فلسفة مدرسية، وباشر نقد الفلسفة والعلم القديم، ودعا للفصل بينها وبين الدين، والفصل بين السلطتين الدينية والمدنية.

من هنا اعتبره بعض الباحثين مؤسس الفكر الحديث، فان (جون لوك) تعرض لملاحقة الكنيسة، ففي سنة 1324 م استدعاه البابا بمدينة افينيون بفرنسا للتحقيق معه في تهم منافية للدين منسوبة إليه، واستمر التحقيق معه أربع سنوات.

أفضت فلسفة الكنيسة المدرسية بالعقل الغربي إلى الاسمية التي قادته إلى الحسية وإنكار كل شي‏ء لا تناله الحواس الخمس، بما في ذلك الله وكل ما وراء الطبيعة.

لقد عمل آباء الكنيسة على تأويل الفكر الفلسفي في ضوء المعتقدات الكنسية المحرفة، واقتفى أثرهم أتباع الفلسفة المدرسية، فلم يستسغ العقل آراءهم، ولم تتسق هذه الآراء مع منطق الفطرة، فضلاً عن أنها لم تروِ ظمأ الوجدان، فتحرر العقل من تأويلاتها المبهمة وراح يفتش له عن نسق عَقدي آخر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال