المملكة الأولى لشعوب سونغاي.. هذا الشعب اشتهر في وثنيته بالسحر وبعض سحرتهم من مدينة كوكيا كانوا ضمن سحرة فرعون الذين حشرهم من المدائن ليتحدي بهم موسي

قبل الميلاد بعدة قرون، حدد بعض الباحثين المعروف منها ببداية القرن السابع قبل الميلاد، وأن إليها ترجع بداية أوسع الحالات التي عولج فيها تاريخ هذا الشعب، ودرست فيها السرد السياسي لإمبراطوريته، وحدده باحث آخر بأربعة آلاف سنة قبل الميلاد، بناء علي تحديد المؤرخين لما قبل التاريخ المكتوب بهذا العدد من السنوات، فإن الإنسان بني الحضارة قبل الكتابة، كما نطق قبلها، ولأن الباحث الأول إنما ركز علي بداية أوسع حالات المعالجة للتاريخ السياسي لهذا  الشعب، ولم تبدأ بذورها في القرون الميلادية الأولى، كما يقول د. شلبي، ولا بالقرن الرابع الميلادي، كما يذهب أحد الباحثين.

ومهما يكن من أمر فإن ملوكها عندئذ هم أجداد الملوك المتأخرين الذين يراد لهم أن يرجع أصلهم إلي عرب اليمن، أو الحجاز، أو المغرب، ثم يختلف في تحديد زمن وصولهم إلي حوض نهر النيجر بين قائل  بالقرن الرابع الميلادي ، وبالقرن الخامس الميلادي، وثالث بالقرن السابع الميلادي، وآخر بالقرن التاسع الميلادي.

يتأييد التاريخ باربعة آلاف سنة أو قريب منه برواية المصادر العربية الأولي عن الهجرات السودانية التي عبرت نهر النيل ثم تفرقوا مشرقا ومغربا وجنوبا.

ويتأيد – ايضا – بالرواية الشفوية التي لاتزال متداولة بأن هذا الشعب اشتهر في وثنيته بالسحر وأن بعض سحرتهم من مدينة كوكيا – بنتيا حاليا كانوا ضمن سحرة فرعون الذين حشرهم من المدائن ليتحدي بهم موسي عليه السلام، كما قال تعالي: (قالوا أرجه وأخاه وأبعث في المدائن حاشرين) (الشعراء 36) وقد ذكر السعدي ذلك في تاريخه.

فليس بمستبعد أن يكون بعض أولئك السحرة الذين آمنوا بموسي أو ذرياتهم قد عادوا إلي موطنهم الأصلي  مدينة كوكيا بإفريقيا الغربية.

كما كان طريق  القوافل التجارية وتبادل الرحلات والاتصالات بين شرق إفريقيا وغربها وكذلك شمالها قبل القرن السابع الميلادي سالكا.

ولايغرنك زعم الإصطخري أن بلدان السودان  ليس لها اتصال بشيء من الممالك والعمارات إلا من وجه المغرب لصعوبة المسالك بينها وبين سائر الأمم)، لأنه يتناقض وماذكره هو نفسه من قبل عن امتداد بلدانهم إلي قرب البحر المحيط مما يلي الجنوب، واتصالها بواحات مصر، وكلاهما يتناقض وماذكره عن السودان في مقدمة كتابه، ثم كيف تكون لهم ممالك معروفة – كما قال هو نفسه ولاتقوم علي شيء مما ينتظم الممالك والعمارات؟.

ولأن من استثناهم من السودان المقاربين لممالك السودانية الغربية المعروفة التي وصفها بما تقدم هم – أيضا – من السودان كالحبشة والنوبة باعترافه هو، وليست متاخمتهما للروم ومصر، ولا كونهما علي الديانة النصرانية، سببين لاستثنائهما، لأن كثيرا من ممالك السودان الغربية كانت معروفة قبل الميلاد برغم وثنيتها وفوق ذللك كله فإن اصحاب المصادر العربية القديمة قبله، والمعاصرين له، والذين بعده، ينقضون ماذهب إليه، كاليعقوبي: (ت 282 هـ)، والمسعودي (ت 346 هـ) والمهلبي (ت 380 هـ)، والبكري (ت 487 هـ).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال