حادثة رمي (بيع إجباري) الزيت لأهل الخليل والقدس:
في عهد السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي، وهو أحد سلاطين المماليك الشركسية، حضر السيفي قانصوه من مخيم الأمير أقبردى الدوادار الكبير بظاهر مدينة الرملة بمرسومة برمي الزيت (بيعه إجبارياَ) المتحصل من جبل نابلس على أهل بيت المقدس ثم أهل الخليل الخاص منهم والعام من المسلمين واليهود والنصارى كل قنطار بخمسة عشر ديناراً ذهباً (وكان سعره الحقيقي في السوق ثلث هذا المقدار فقط).
وكان سبب ذلك حنق دقماق نائب المقدس الشريف على أهلها وانتقامه منهم بسبب كشفهم عليه في السنة الماضية.
طلب دقماق جميع أهل القدس وكتب أسماءهم وأمرهم بشراء الزيت عنوة وشدد عليهم وضربهم ضرباً مؤلما حتى يكاد الواحد منهم يهلك، ومن غاب هجم على منزله وأخذ ماله من الأمتعة، ومن لم يوجد له أمتعه ولم يكن هو موجوداً أحضر زوجته وضربها وسجنها حتى تدفع ما على زوجها، فهتك كثيرا من المحتشمات.
ومن لم يظفر بزوجته أحضر من يكون من أقاربه، فإن لم يوجد له قريب أحضر من يكون من جيرانه، حتى حصل أنه طلب شخصا فلم يجده فقال لأعوانه، أحضروا زوجته، فقيل له: إنها اختفت.
فقال: انظروا من يكون من أقاربه، فقيل: ليس له أقارب.
فقال: انظروا جيرانه، فقيل: إن جيرانه قد اختفوا، فقال: انظروا من يكون جلس عنده وحدثه.
فأحضر الأعوان رجلاً وقالوا: إن هذا جلس في وقت على حانوته وتحدث معه، فأمر دقماق ذلك الرجل أن يدفع ثمن الزيت المعين عليه. فقال له: لم؟ قال: لأنك جلست عنده في وقت وتحدثت معه.
ثم ضرب ذلك الرجل إلى أن أخذ منه ما على الغائب، ومثل هذه الحكاية كثير، وحصل ما هو أفحش منها وأشنع.
واستمر الناس يتعرضون للضرب والمحنه وهتك الحرم، وباع الناس أمتعتهم وثيابم بأبخس الأثمان وباعوا ذهبهم بباخس الثمن أيضاً.
وحصل في مدينة الخليل مثل ما حصل في القدس، وأرسل دقمان دوادار طرباي ثمن الزيت وهو نحو عشرين ألف دينار إلى مخدومه الأمير الدوادار بظاهر مدينة الرملة.
وانتقم الله تعالى من دقماق أشد انتقام، وعزل الأمير دوادار كبير من نظر الحرمين ونيابة السلطنة وأخرجه الله من الأرض المقدسة. فسبحان المنتقم بعدله.
في عهد السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي، وهو أحد سلاطين المماليك الشركسية، حضر السيفي قانصوه من مخيم الأمير أقبردى الدوادار الكبير بظاهر مدينة الرملة بمرسومة برمي الزيت (بيعه إجبارياَ) المتحصل من جبل نابلس على أهل بيت المقدس ثم أهل الخليل الخاص منهم والعام من المسلمين واليهود والنصارى كل قنطار بخمسة عشر ديناراً ذهباً (وكان سعره الحقيقي في السوق ثلث هذا المقدار فقط).
وكان سبب ذلك حنق دقماق نائب المقدس الشريف على أهلها وانتقامه منهم بسبب كشفهم عليه في السنة الماضية.
طلب دقماق جميع أهل القدس وكتب أسماءهم وأمرهم بشراء الزيت عنوة وشدد عليهم وضربهم ضرباً مؤلما حتى يكاد الواحد منهم يهلك، ومن غاب هجم على منزله وأخذ ماله من الأمتعة، ومن لم يوجد له أمتعه ولم يكن هو موجوداً أحضر زوجته وضربها وسجنها حتى تدفع ما على زوجها، فهتك كثيرا من المحتشمات.
ومن لم يظفر بزوجته أحضر من يكون من أقاربه، فإن لم يوجد له قريب أحضر من يكون من جيرانه، حتى حصل أنه طلب شخصا فلم يجده فقال لأعوانه، أحضروا زوجته، فقيل له: إنها اختفت.
فقال: انظروا من يكون من أقاربه، فقيل: ليس له أقارب.
فقال: انظروا جيرانه، فقيل: إن جيرانه قد اختفوا، فقال: انظروا من يكون جلس عنده وحدثه.
فأحضر الأعوان رجلاً وقالوا: إن هذا جلس في وقت على حانوته وتحدث معه، فأمر دقماق ذلك الرجل أن يدفع ثمن الزيت المعين عليه. فقال له: لم؟ قال: لأنك جلست عنده في وقت وتحدثت معه.
ثم ضرب ذلك الرجل إلى أن أخذ منه ما على الغائب، ومثل هذه الحكاية كثير، وحصل ما هو أفحش منها وأشنع.
واستمر الناس يتعرضون للضرب والمحنه وهتك الحرم، وباع الناس أمتعتهم وثيابم بأبخس الأثمان وباعوا ذهبهم بباخس الثمن أيضاً.
وحصل في مدينة الخليل مثل ما حصل في القدس، وأرسل دقمان دوادار طرباي ثمن الزيت وهو نحو عشرين ألف دينار إلى مخدومه الأمير الدوادار بظاهر مدينة الرملة.
وانتقم الله تعالى من دقماق أشد انتقام، وعزل الأمير دوادار كبير من نظر الحرمين ونيابة السلطنة وأخرجه الله من الأرض المقدسة. فسبحان المنتقم بعدله.
التسميات
الخليل