ينابيع المياه في فلسطين.. تغذية المجاري المائية الدائمة الجريان مثل نهر القاضي ونهر العوجا والمقطع والزرقاء والقرن

تمثل الينابيع مصادر هامة للمياه التي تغذي العديد من المجاري المائية الدائمة الجريان مثل نهر القاضي، ونهر العوجا، والمقطع، والزرقاء والقرن وغيرها.

تساهم الينابيع المالحة ( أكثر من 500 مللجرام /لتر) بحوالي 30% من مجموع مياه الينابيع في فلسطين.

يلاحظ أن مياه ينابيع الضفة الغربية تناقصن بشكل كبير بعد قيام دولة الكيان الصهيوني بحتلال الضفة الغربية حيث يوجد فرق واضح بين مياه الينابيع في عام 1970م وبين وضعها الحالي.

توجد أهم ينابيع فلسطين وأغزرها في نطاق الأقدام والسفوح الجبلية، حيث تظهر الصدوع الأرضية، كما في نطاق التقاء الجليل الغربي بسهل عكا حيث نبع الكابري، ونطاق التقاء جبال فلسطين الوسطى بالسهل الساحلي حيث نبع رأس العين.

أما في الشرق فان أهم الينابيع ترتصف على امتداد شريط مساير لخطوط صدوع الأغوار، مما يؤكد، في كلتا المنطقتين، ارتباط تغذية الينابيع بالكتل الجبلية الكبيرة المستقبلة لكميات عالية من الأمطار التي يترشح قسم هام منها في صخورها الكلسية المنفذة للمياه.

ويؤكد أيضاً ارتباط ظهور الينابيع بالصدوع والانكسارات التي حركت الطبقات الصخرية رفعاً وخفضاً، مما سمح للمياه الجوفية بالانبثاق على شكل ينابيع مياه عذبة.

أما الينابيع المتوسطة الغزارة والضعيفة فترتبط بالصخور الأقل نفوذية، وبالطبقات الصخرية الرقيقة، وبالأودية التي حفرت طريقها في الجبال والمرتفعات، وقطعت أثناء تعمقها الطبقات الحاملة للمياه الجوفية.

كانت ينابيع وعيون فلسطين، رغم سوء توزيعها بين شمال البلاد وجنوبها، الأساس الأول لقيام القرى والتجمعات السكانية الأخرى، لتأمين مياه الشرب أولاً، والري ثانياً.

وبعضها هام وغزير قامت عليه زراعات مروية، وجرت مياهه عبر الحقول والبساتين إلى مراكز بشرية تفتقر إلى مياه الشرب، كميات العروب التي جرت إلى القدس، ومياه الكابري التي تشرب منها مدينة عكا، ومياه رأس العين التي تسقي بساتين ومزارع منطقة يافا – تل أبيب، ومنطقة نهر العوجا، الذي جرت مياهه إلى القدس عام 1955، وإلى النقب بأنابيب طولها 104كم.

ولولاء لما سالت مياه نهر الزرقاء بشكل دائم على مدار السنة مكونة نهراً ساحلياً في فلسطين.

ومن الطبيعي أن تذكر هنا ينابيع أهم نهر على الاطلاق،أي نهر الأردن. اذ تنبثق  مياه بعض ينابيعه من الأرض الفلسطينية شمال غور الحولة وسهلها، وفي مقدمتها نبع البلدان الذي يغذي أحد الأنهار الهامة المكونة للمجاري العليا لنهر الأردن.
ولا تقل أهميته عن أنهار بانياس أو الحصباني أو بريغيث القادمة من سورية ولبنان.

إلى جانب هذه الينابيع تكثر ينابيع أقل أهمية في بعض القرى الفلسطينية والسهول والجبال، لا يتعدى دورها تأمين مياه الشرب لسكان قرية صغيرة، أو المساهمة في ري بساتين القرية وحقولها.

وهذا النوع من الينابيع كثير واسع الانتشار، يأخذ شكل واحات صغيرة متباعدة، تقل في الاتجاه جنوباً على جوانب البحر الميت ووادي عربة وفي منطقة النقب.

ومعظم مياه ينابيع فلسطين عذبة جيدة، بغض النظر عن غزاراتها وتصرفيها.
لكن مياه بعضها قد تحتوي على نسبة من ملوحة لا تعيق استخدامها في الاستعمالات البشرية.

أو قد تكون معدنية دافئة أو حارة، غنية بالمركبات الكيميائية التي تغطيها قيمة علاجية عالية، كما في مياه الأغوار الشمالية، وعلى ضفاف بحيرة طبرية الغربية والشمالية الغربية، وأهمها ينابيع الحملة الواقعة عند خروج وادي اليرموك من هضبتي الجولان وعجلون ليصب في نهر الأردن جنوب بحيرة طبرية مباشرة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال