تعتبر الوفيات الظاهرة الديمغرافيا الثانية من حيث أهميتها بعد ظاهرة الخصوبة، وهي تؤثر تأثيرا كبيرا على كافة جوانب الحياة في المجتمع وعلى التركيب العمري والنوعي للسكان، ويعد خفض مستوى الوفيات مطلبا عاما وهدفا من أهداف عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كافة المجتمعات، لهذا فإن كثيرا من الباحثين يتناولون ظاهرة الوفيات بالدراسة والتحليل للوقوف على عواملها المتعددة ولمعرفة انعكاساتها على حياة المجتمع وتطوره.
ولقد كان معدل الوفيات في الماضي مرتفعا لدى شعوب العالم، فكان بذلك يقيم توازنا مع الولادات المرتفعة أيضا، وكان معدل الوفيات يتذبذب ارتفاعا وانخفاضا، تبعا لمجموعة من العوامل ذات الأثر الإيجابي أو السلبي في حياة السكان، من العوامل التي كانت تؤثر إيجابا في الوفيات، نذكر المواسم الزراعية الجيدة والرخاء الاقتصادي بصورة عامة، ومن العوامل ذات الأثر السلبي، نذكر الكوارث الطبيعية كالجفاف والقحط والزلازل والفيضانات، انتشار الأمراض الوبائية كالطاعون والحروب، ولقد تضافرت هذه العوامل المختلفة مع انخفاض مستوى الوعي الصحي، وقلة معرفة الإنسان بأساليب الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض ومعالجتها.
لقد كان من نتيجة ذلك أن ضلت الوفيات قبل القرن 18 مرتفعة عموما في دول العالم. لكنه بدءا من القرن 18 أخذت النهضة الصناعية تؤتي ثمارها، وأصبحت الإنجازات العلمية والتقنية تطبق في كل ميدان من ميادين الحياة بما فيها الجانب الصحي، وتحسن إمداد الغذاء وأساليب الوقاية وطرق العلاج وتحسن الخبرة والمعرفة في مجال إجراء العمليات الجراحية المختلفة، لهذا انخفض مستوى الوفيات في الدول المقدمة لتليها في ذلك الدول النامية.
التسميات
تحول ديموغرافي