التحول الديموغرافي وفكرة التحديث.. نظرية التحول هي الأداة الأساسية لتخفيض الخصوبة والتحكم في النمو السكاني

التحديث أو الحداثة في الدول المتقدمة يناظر فكرة التصنيع والتحضر ومن ثم فان الزيادة في متوسط نصيب الفرد من الناتج- يعد كافيا لإحداث انخفاض طبيعي وسريع في الخصوبة مما يدل على محدودية نظرية التحول الديموجرافى في تفسير تاريخ الخصوبة في أوروبا.

ويزداد ذلك بشكل أكبر عندما نتناول إمكانية تطبيق النظرية على حالة الدول النامية وذلك للنقص الأساسي في النظرية في تحديد درجة التحديث اللازمة لإحداث الانخفاض في الخصوبة ومتى يحدث الانخفاض وكيف يحدث ولأي الدول يحدث.

هناك فروق بين الدول النامية الآن وبين الدول الأوروبية في القرن 19م، وهي:

1- أن الانخفاض في الخصوبة في حالة الدول الأوروبية كان تدريجيا ومرتبطا بصفة عامة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بينما في الدول النامية كان سريعا، ويرجع إلى التكنولوجيا المستوردة من الخارج وليس لمستوى التنمية المحقق في هذه الدول.

2- إن مستويات الخصوبة في معظم الدول النامية أعلى من تلك التي سادت أوروبا في القرن 19م.

فدول أوروبا في ذلك القرن كان النمو السكاني فيها منخفضا من خلال هجرة الأوروبيين منها على نطاق واسع، الأمر الذي لم يعد متاحا بنفس الصورة أمام الدول النامية في عالم اليوم.

ونتيجة لهذه الفروق فان معدل النمو السكاني في الدول النامية كان أكبر من ذلك الخاص بأوروبا في القرن 19، مما قد يجهض جهود التنمية.

اعتمد نموذج التحديث على أن نظرية التحول هي الأداة الأساسية لتخفيض الخصوبة، ومن ثم التحكم في النمو السكاني في النهاية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال