على حسب تعبير الدكتور فريد شافعي "إن جوهر العمارة العربية الإسلامية أي عظامها وما يكسوها من لحم وما يجري فيها من دماء وما دب فيها من روح كل ذلك كان عربيا إسلاميا خالصا وأما مظهرها وثوبها الخارجي فقد دخل في نسيجه بعض خيوط من طرز سابقة.. ولكنها سرعان ما كانت تخضع لأساليب خاصة بالفنانين العرب المسلمين الذين أخذوا ينتجون منها نسيجا يتميز بأنه عربي إسلامي".
وكما أن العرب لا يعيبهم هذا الاقتباس فهم لم يبتعدوا عن التطور الطبيعي وتسلسله للعلوم والفنون فمن المسلم به أن العلوم والفنون تلجأ في مراحلها الأولى إلى الاقتباس والاستعارة من علوم وفنون أخرى تسبقها أو تعاصرها ثم تأتي بعد ذلك عملية الانصهار والمواءمة بين هذه العلوم أو الفنون المختلفة لتتخذ طابعا خاصا بها يميزها عن غيرها وهذا هو الأساس الذي سارت عليه العمارة العربية وهذا لا ينقص من قدرها إذ (يقاس الفنان بعلمه وفنه لا بمعلميه ومدرسيه).
فما من فن إلا وقد أخذ عما سبقه من فنون ولا من صانع مبتكر إلى وقد أخذ أسس صنعته عمن سبقه وغير أن هذا لا يمنعه من أن تكون له ذاتيته وخصائصه.
التسميات
آثار إسلامية