شرح وتحليل: إذَا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ + بشِقٍّ وتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ

إذَا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ + بشِقٍّ وتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ

شرح البيت:

شقّ الشيء: نصفه.
يقول: إذا ما بكى الصبي من خلف المرضع انصرفت إليه بنصفها الأعلى فأرضعته وأرضته وتحتي نصفها الأسفل لم تحوله عني، وصف غاية ميلها إليه وكلفها3 به حيث لم يشغلها عن مرامه ما يشغل الأمهات عن كل شيء.

تحليل البيت:

هذا البيت من قصيدة "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل" لأمير الشعراء العربي امرؤ القيس، وهي من أشهر المعلقات العشر.
يصف الشاعر في هذا البيت امرأة جميلة، كانت ترضع طفلها، فلما بكى انصرفت إليه بنصفها الأعلى لترضعه، بينما ظل نصفها الأسفل متصلاً بالشاعر، مما يدل على شدة تعلقها به.
يمكن شرح البيت على النحو التالي:
  • إذا ما بكى من خلفها: أي أن الطفل بكى وهو خلفها، أي بين ظهرها وساقيها.
  • انصرفت له بشِقٍ: أي انصرفت إليه بنصفها الأعلى، أي بصدرها ورأسها.
  • وتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ: أي أن نصفها الأسفل لم يتحرك، أي ظل متصلاً بالشاعر.

تفسير البيت:

يمكن تفسير البيت على أنه تعبير عن شغف الشاعر بالمرأة، وأنها كانت تبادله نفس الشعور. كما يمكن تفسيره على أنه تعبير عن طبيعة المرأة، التي تميل إلى الرجل الذي يبادلها الحب والاهتمام.
يتميز البيت بأسلوبه السهل الممتنع، حيث استخدم الشاعر كلمات بسيطة ولكنها قوية المعنى، مما جعله من أكثر الأبيات شهرة في الشعر العربي.

تحليلات أخرى:

فيما يلي بعض التحليلات الأخرى للبيت:
  • التحليل الرمزي: يمكن تفسير البيت على أنه رمز للحب والرغبة، حيث يمثل الطفل رغبة المرأة في الإنجاب، بينما يمثل الشاعر رغبتها في الحب.
  • التحليل الاجتماعي: يمكن تفسير البيت على أنه تعبير عن طبيعة المجتمع العربي في الجاهلية، حيث كانت المرأة تتمتع بقدر كبير من الحرية، وكانت تسمح لها بالتعبير عن مشاعرها بشكل صريح.
لا شك أن هذا البيت من أجمل الأبيات في الشعر العربي، فهو يعبر عن مشاعر إنسانية عميقة، كما أنه يتمتع بأسلوب فني رفيع المستوى.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال