مرحلة التعرف على تطور المظهر الجيومورفولوجي.. معرفة أصل المظهر التضاريسى وعامل نشأته ونوعه وتصنيفه

 مرحلة التعرف على تطور المظهر الجيومورفولوجي:
تعتبر هذه المرحلة بحق مرحلة هامة وأساسية في تقدم الفكر الجيومورفولوجي، فلم يعد الاهتمام  قاصرا على معرفة أصل المظهر التضاريسى وعامل نشأته ونوعه وتصنيفه حسب هذا العامل ولكن تعدى هذا الاهتمام بمعرفة أصل الظاهرة إلى محاولة التوصل إلى معرفة عمر تلك الظاهرة ومراحل تطورها.

وقد أسس  العالم الأمريكي وليم موريس دافيز (1850- 1934) دعائم هذه  الدراسة، وألف مئات المصطلحات الجيومورفولوجية، ومن خلال رؤيته لتنوع ظاهرات سطح الأرض من مكان إلى آخر توصل إلى أن هناك ثلاثة عوامل تؤدى إلى هذا الاختلاف – هذه العوامل هي:
1- البنية والتركيب الجيولوجي Structure and Lithology.
2- القوى التي تشكل الظاهرات Processes.
3- الزمن أو مراحل النمو Stage.

والبنية Structure هنا هي نظام بناء الصخور الرسوبية تظهر في صورة طبقات سواء كانت أفقية أو مائلة أو ملتوية (محدبة أو مقعرة) أو منكسرة، أما الصخور النارية فتظهر كتلية الشكل.

والتركيب الجيولوجي Lithology: فهي المواد التي تتألف منها التكوينات الصخرية وهل هي لينه لا تقاوم فعل التجوية و التعرية أم أنها صلبة شديدة المقاومة.

والقوى Process كما يراها دافيز فهي العوامل الخارجية التي تشكل سطح الأرض مثل فعل الأنهار، والرياح، والمياه الجوفية،  والبحر، والجليد  وكذلك العوامل الداخلية مثل فعل الالتواءات أو الانكسارات.

أما الزمن Stage فهو الفترة الزمنية التي تشكلت فيها الظاهرة وبالتالي إذا وجدت ظاهرتين متشابهتين من حيث البنية والتركيب الجيولوجي و كذلك العوامل الخارجية التي تشكلها ومع ذلك تتنوع الملامح و تختلف فيما بينهما فان هذا يرجع إلى اختلاف الفترة الزمنية في كل منها.

كما اهتم دافيز بدراسة مراحل تطور الظاهرة و اهتم بقول هاطون (الحاضر مفتاح الماضي).
كما بين أن الأودية النهرية تختلف فيما بينها تبعا لما يعرف بالدورة الجغرافية Geographic Cycle أو ما تعرف بالدورة التحاتية Erosion cycle.

فالأنهار شديدة الانحدار يعظم فيها النحت الراسي والجانبي وبالتالي تظهر مناطق شديدة التضرس والوعورة و بين دافيز هذه المرحلة بأنها مرحلة الطفولة Young stage أي أن عوامل التعرية مازلت قوية ثم مرحلة الشباب Stage Mature وفيها تقل حدة التضاريس بسبب عمليات التسوية لجوانب الأنهار وقلة النحت الراسي، ثم تنضج الظاهرة  أو تشيخ (مرحلة النضج أو الشيخوخة (Old stage  وفيها تصل إلى مرحلة الثبات والبطء.

كما قسم دافيز المراحل الرئيسية إلى مراحل ثانوية فهناك مرحلة الطفولة المبكرة، والطفولة المتوسطة، والطفولة المتأخرة وكذلك الحال في المراحل الأخرى.

وبين دافيز أن الظاهرة التضاريسية إذا مرت بجميع هذه المراحل بانتظام فإنها تكون قد أتمت دورتها التحاتيه وهنا يطلق عليها الدورة التحاتية الكاملة A complete cycle.

أما إذا حدث اضطراب خلال الدورة التحاتية مثل حدوث حركات رفع فإنها تؤدى إلى إعادة مظهر الطفولة من جديد و بداية دورة تحاتية جديدة.

ومن هنا أطلق دافيز على الدورة الأولى اسم الدورة التحاتية الناقصة Partial cycle  وإذا تكونت الظاهرة بأكثر من دورة تحاتية كل واحدة فيها قد اكتملت فتعرف باسم الظاهرة المتعددة الدورات التحاتية A Multicyclic Feature.

ووجد دافيز أن هناك عاملا آخرا  قد يؤدي إلى زيادة إجراء عملية النحت الرأسي للأنهار وهو تغير مستوى سطح البحر، فعندما ينخفض مستوى سطح البحر عن الأراضي المجاورة فان الأنهار يشتد نحتها وتعمق مجاري كي تصل إلى المستوى الجديد الذي انخفض إليه منسوب سطح البحر، وعندما يصل النهر إلى حالة الثبات وينعدم فيه النحت يعرف باسم النهر المنحوت أو شبه الثابت  Graded Stream.

أما إذا كان النهر يصب في بحيرة أو حوض داخلي فان النحت الرأسي للمجرى يتوقف على الفرق بين منسوب المجرى النهري ومنسوب هذا المصب، فكلما كان الفرق كبيرا كان النحت الرأسي شديدا، ومن هنا أطلق عليه دافيز المستوى المحلي Local level.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال