وَإِنْ تَكُ قَدْ ساءَتكِ مني خَليقةٌ + فَسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
من الناس من جعل الثياب في هذا البيت بمعنى القلب، كما حملت الثياب على القلب في قول عنترة: [الكامل]:
فشككت بالرمح الأصم ثيابه + ليس الكريم على القنا بمحرَّم
وقد حملت الثياب في قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّر} [المدثر: 4] على أن المراد به القلب.
فالمعنى على هذا القول: إن ساءك خلق من أخلاقي وكرهت خصلة من خصالي فردي على قلبي أفارقك، ولا معنى على هذا القول: استخرجي قلبي من قلبك يفارقه.
النسول: سقوط الريش والوبر والصوف والشعر، يقال: نسل ريش الطائر ينسل نسولًا، واسم ما سقط النسيل والنسال؛ ومنهم من رواه تنسلي وجعل الانسلاء بمعنى التسلي، والرواية الأولى أولاهما بالصواب.
شرح البيت:
ومن الناس من حمل الثياب في البيت على الثياب الملبوسة وقال: كنّى بتباين الثياب وتباعدها عن تباعدهما، وقال: إن ساءك شيء من أخلاقي فاستخرجي ثيابي من ثيابك أي: ففارقيني وصارميني كما تحبين فإني لا أوثر إلا ما أثرت ولا أختار إلا ما اخترت لانقيادي لك وميلي إليك، فإذا آثرتِ فراقي آثرتُه وإن كان سبب هلاكي وجالب موتي.
تحليل البيت:
البيت من معلقة امرئ القيس، وهو يخاطب فيه محبوبته، ويطلب منها أن تتركه إذا كانت قد سئمت منه أو من أخلاقه.
وإن تك قد ساءتك مني خصلة: أي إذا كان هناك أي شيء في أخلاقي أو في شخصيتي قد أزعجك أو لم يعجبك.
فسلّي ثيابي من ثيابك تنسل: أي إذا كنت تريدين الفراق، فاخلعي ثيابك عني، لكي أرحل دون تردد.
الخصائص الفنية:
هذا البيت من أجمل أبيات الشعر العربي، لما فيه من بلاغة ووصف بديع. وقد استخدم فيه امرؤ القيس عدة ألوان بلاغية، منها:
- استعارة:
في قوله "سلّي ثيابي"، فقد استعار صفة السلاسة للثياب، وهذا يدل على سهولة تركه لها.
- كناية:
- في قوله "من ثيابك تنسل"، فقد شبه فراقه بها، وهذا يدل على أن فراقه أمر سهل عليها.
- كما أن هذا البيت يعكس شخصية امرئ القيس القوية، فهو عاشق يحترم مشاعر محبوبته، ويرغب في أن تفعل ما تريده.
شرح مفصل للبيت:
فيما يلي شرح مفصل للبيت:
سلّي ثيابي: أي اخلعي ثيابك عني، لكي أرحل دون تردد.
من ثيابك تنسل: أي اني اتركك بكل سهولة، كما تتركين ثيابك.
وبناءً على هذا الشرح، فإن البيت يطلب فيه امرؤ القيس من محبوبته أن تتركه إذا كانت قد سئمت منه أو من أخلاقه. فهو يحترم مشاعرها، ولا يريد أن يفرض عليها شيئاً لا تريده.
التسميات
شرح معلقة امرئ القيس