شرح وتحليل: فتُوضِحَ فالْمِقراةِ لم يَعْفُ رَسْمُها + لما نَسَجَتْها من جنوبٍ وشَمْأَلِ

فتُوضِحَ فالْمِقراةِ لم يَعْفُ رَسْمُها + لما نَسَجَتْها من جنوبٍ وشَمْأَلِ

  • توضح والمقراة: موضعان وسقط اللوي بين هذه المواضع الأربعة، قوله: لم يعف رسمه، أي لم يَنْمَحِ أثرها.
  • الرسم: ما لصق بالأرض من آثار الدار مثل البعر والرماد وغيرهما. والجمع أرسم ورسوم، قوله: وشمأل فيها ست لغات: شمال وشمأل وشأمل وشمول وشَمْل وشَمَل.
  • نسج الريحين: اختلافهما عليها وستر إحداهما إياها بالتراب وكشف الأخرى التراب عنها.
  • يقول: لم ينمحِ ولم يذهب أثرها؛ لأنه إذا غطته إحدى الريحين بالتراب كشف الأخرى التراب عنها.
  • وقيل: بل معناه لم يقتصر سبب محوها على نسج الريحين بل كان له أسباب منها هذا السبب ومر السنين وترادف الأمطار وغيرها.
  • وقيل: بل معناه لم يعف رسم حبها من قلبي وإن نسجتها الريحان.
والمعنيان الأولان أظهر من الثالث، وقد ذكرها كلها أبو بكر ابن الأنباري.

المعاني المجازية والرمزية:

  • الرسم: لا يقتصر معناه على الرسم الحرفي، بل يمكن أن يشير إلى أي أثر أو علامة باقية من شيء ما، سواء كان مادياً أو معنوياً.
  • النسج: يرمز إلى عملية البناء والتكوين، وكيف أن العوامل المختلفة تتفاعل لتشكل شيئًا ما.
  • الجنوب والشمال: يرمزان إلى القوى الطبيعية المتضادة التي تعمل معًا لتشكيل العالم من حولنا.

التفسير العام:

الشاعر يحاول أن يقول لنا أن بعض الأشياء تبقى أثرها واضحًا مهما مرت الأيام والسنوات. قد يكون هذا الأثر ماديًا، مثل نقش على حجر أو أثر قدم في الرمال، أو قد يكون معنوياً، مثل ذكرى أو حب. بغض النظر عن طبيعة هذا الأثر، فإن الشاعر يؤكد على قدرته على الصمود أمام عوامل الزمن والتغيير.

الخلاصة:

البيتان الشعريان يمثلان قطعة أدبية جميلة تعبر عن فكرة عميقة حول استمرارية الأثر والإحساس. الشاعر يستخدم لغة شعرية رفيعة وصوراً بصرية قوية ليوصل رسالته إلى القارئ.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال