هَصَرْتُ بفَوْدَيْ رأسِها فتَمايَلَتْ + عليّ هَضيمَ الكَشحِ رَيًّا الْمُخلخَلِ
الشرح:
- الهصر: الجذب والفعل هصر يهصر.
- الفودان جانبا الرأس. تمايلت أي: مالت.
- ويروى بغصني دومة، والدوم: شجر المقل، واحدتها دومة، شبهها بشجرة الدوم وشبه ذؤابتيها بغصنين وجعل ما نال منها كالثمر الذي يجتنى من الشجر، ويروى إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت، والنول والإنالة والتنويل: الإعطاء، ومنه قيل للعطية نوال.
- هضيم الكشح: ضامر الكشح.
- والكشح: منقطع الأضلاع، والجمع كشوح وأصل الهضم الكسر، والفعل هضم يهضم، وإنما قيل لضامر البطن هضيم الكشح؛ لأنه يَدِقّ بذلك الموضع من جسده فكأنه هضيم عن قرار الردف والجنبين والوركين.
- ريّا: تأنيث الريان.
- المخلخل: موضع الخلخال من الساق، والمسوّر: موضع السوار من الذراع، والمقلد: موضع القلادة من العنق، والمقرّط: موضع القرط من الأذن.
عبر عن كثرة لحم الساقين وامتلائهما بالري. هصرت جواب لَمَّا من البيت الأول عن البصريين، وأما الرواية الثالثة وهي: إذا قلت فإن الجواب مضمر محذوف عن تلك الرواية على ما مرّ ذكره في البيت الذي قبله.
معاني البيت:
يقول: لَمّا خرجنا من الحلة وأمنّا الرقباء جذبت ذؤابتيها إلَيّ فطاوعتني فيما رمت منها ومالت عليّ مسعفة بطلبتي في حال ضمر كشحيها وامتلاء ساقيها باللحم، والتفسير على الرواية الثالثة: إذا طلبت منها ما أحببت وقلت: أعطيني سؤلي كان ما ذكرنا، ونصب هضيم الكشح على الحال ولم يقل هضيمة الكشح؛ لأن فعيلًا إذا كان بمعنى مفعول لم تلحقه علامة التأنيث للفصل بين فعيل إذا كان بمعنى الفاعل وبين فعيل إذا كان بمعنى المفعول من قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِين} [الأعراف: 56].
يقول امرؤ القيس في هذا البيت إنه جذب رأس محبوبته بيديه، فتهززت وتمايلت نحوه، وقد كانت نحيلة الخصر، ممتلئة الصدر، بيضاء البشرة.
التحليل:
البيت يصف مشهدًا من علاقة امرؤ القيس بمحبوبته. فبعد أن غادرا المدينة وتخلصا من رقيبهما، جلسا في مكان منعزل، وداعب امرؤ القيس محبوبته، فاستجابت له.
الفكرة:
الفكرة الأساسية في البيت هي فكرة الحب والغرام. فالشاعر يصف محبوبته بأنها نحيلة الخصر، ممتلئة الصدر، بيضاء البشرة، مما يدل على جمالها وفتنتها. كما يصف رد فعلها على حبه، وهو أنها استجابت له وتمايلت نحوه.
الدلالات:
يمكن أن يُستفاد من البيت عدة دلالات، منها:
- قوة الحب وتأثيره على الإنسان.
- جمال المرأة وفتنتها.
- أهمية الشعور بالحب والغرام.
الأسلوب:
يتميز البيت بأسلوبه السهل الممتنع، واستخدامه التشبيهات والصور الشعرية للتعبير عن فكرته.
التفسير:
يبدأ البيت بفعل "هصر"، وهو فعل قوي يعبر عن قوة جذب الشاعر لمحبوبته. ثم يصف الشاعر رد فعل محبوبته، وهي أنها تمايلت نحوه، مما يدل على أنها استجابت لحبه.
وفي الشطر الثاني، يصف الشاعر محبوبته بأنها نحيلة الخصر، ممتلئة الصدر، بيضاء البشرة. فهذه الأوصاف تبرز جمالها وفتنتها.
وبذلك، يعبر البيت عن مشهد من علاقة امرؤ القيس بمحبوبته، ويبرز قوة الحب وتأثيره على الإنسان، وجمال المرأة وفتنتها.
التسميات
شرح معلقة امرئ القيس