شرح وتحليل: وَيَوْمَ عَقَرْتُ للعَذارى مَطيّتِي + فيا عجبًا من كورِها الْمُتَحَمَّلِ

وَيَوْمَ عَقَرْتُ للعَذارى مَطيّتِي + فيا عجبًا من كورِها الْمُتَحَمَّلِ

  • العذراء من النساء: البكر التي لم تفتض، والجمع العذارى.
  • الكور: الرحل بأداته، والجمع الأكوار والكيران.
  • ويروى: من رحلها المتحمل، المتحمل: الحمل.
فتح يوم مع كونه معطوفًا على مجرور أو مرفوع وهو يومٌ أو يومٍ بدارة جلجل؛ لأنه بناه على الفتح لما أضافه إلى مبني وهو الفعل الماضي، وذلك قوله: عقرت.
وقد يبنى المعرب إذا أضيف إلى مبني، ومنه قوله تعالى: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} [الذاريات: 23].
فبنى مثل على الفتح مع كونه نعتًا لمرفوع لما أضافه إلى ما وكانت مبنية.
ومنه قراءة من قرأ: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذ} [هود: 66] بنى يوم على الفتح لما أضافه إلى إذ وهي مبنية وإن كان مضافًا إليه.
ومثله قول النابغة الذبياني: [الطويل]:
على حينَ عاتبت المشيب على الصبا + فقلت ألما تصح والشيب وازع
بنى حين على الفتح لما أضافه إلى الفعل الماضي؛ فضّلَ يوم دارة جلجل ويوم عقر مطيته للأبكار على سائر الأيام الصالحة التي فاز بها من حبائبه، ثم تعجب من حملهن رحل مطيته وأداته بعد عقرها واقتسامهن متاعه بعد ذلك.
  • قوله: فيا عجبًا، الألف فيه بدل من ياء الإضافة، وكان الأصل فيا عجبي، وياء الإضافة يجوز قلبها ألفًا في النداء نحو يا غلامًا في يا غلامي.
  • فإن قيل: كيف نادى العجب وليس مما يعقل؟ قيل في جوابه: إن المنادى محذوف، والتقدير: يا هؤلاء أو يا قوم اشهدوا عجبي من كورها المتحمل فتعجبوا منه، فإنه قد جاوز المدى والغاية القصوى.
  • وقيل: بل نادى العجب اتساعًا ومجازًا، فكأنه قال: يا عجبي تعال واحضر فإن هذا أو إن إتيانك وحضورك.

دلالات المعاني:

  • عقر المطية: هذه الصورة تحمل دلالات قوية على الفداء والتضحية. الشاعر يكشف عن استعداده للتضحية بأغلى ما يملك (مطيتة) من أجل محبوبته.
  • الكور المتحمل: يشير إلى قدرة العذارى على تحمل الصعاب ومشاركة الشاعر في متاعبه. هذه الصورة تبرز قوة المرأة وقدرتها على التضحية والمشاركة.
  • يا عجبًا: تعبير عن الدهشة والإعجاب الشديدين. الشاعر يعبر عن دهشته من قدرة محبوبته على تحمل هذا الموقف الصعب.

البعد النفسي والعاطفي:

  • الشوق والحب: البيت يعكس شوق الشاعر العميق وحبه الشديد للعذارى.
  • الفخر والتفاخر: الشاعر يفخر بمحبوباته وقدرتهن على تحمل الصعاب.
  • التضاد: هناك تضاد بين صورة العقر (التدمير) وصورة الكور المتحمل (البناء)، مما يضيف عمقًا إلى المعنى.

القيمة الفنية:

  • السجع: تكرار حرف القاف في نهاية الأبيات يعطي البيت إيقاعًا موسيقياً جذابًا.
  • البلاغة: استخدام الألف بدلًا من ياء الإضافة في "يا عجبًا" يضفي على الكلمة قوة تعبيرية.
  • الصور الشعرية: استعارة "عقر المطية" وكناية "الكور المتحمل" هما صورتان شعريتان قويتان تعززان من جمال البيت.

سؤال للنقاش:

هل يمكن اعتبار هذا البيت تعبيرًا عن حب رومانسي تقليدي أم أنه يتجاوز هذا الإطار ليعكس قيمًا أعمق مثل الشجاعة والتضحية والولاء؟

ختامًا، هذا البيت الشعري هو مثال رائع على جماليات اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية. شكراً لك مرة أخرى على هذا التحليل القيم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال