شرح وتحليل: وَتَيْمَاءَ لم يَتْرُكْ بها جِذْعَ نخلَةٍ + ولا أُطُمًا إلا مَشيدًا بِجَنْدَلِ

وَتَيْمَاءَ لم يَتْرُكْ بها جِذْعَ نخلَةٍ + ولا أُطُمًا إلا مَشيدًا بِجَنْدَلِ

  • تيماء: قرية عادية في بلاد العرب.
  • الجذع يجمع على الأجذاع والجذوع، والنخلة على النخلات والنخل والنخيل.
  • الأطم: القصر، والأطم الأزج (البناء المرتفع)، والجمع الآطام.
  • الشيد: الجص، والشيد الرفع وعلو البنيان، والفعل منه شاد يشيد.
  • الجندل: الصخر، والجمع الجنادل.
يقول: لم يترك هذا الغيث شيئًا من جذوع النخل بقرية تيماء، ولا شيئًا من القصور والأبنية إلا ما كان منها مرفوعًا بالصخور أو مجصصًا، يعني أنه قلع الأشجار وهدم الأبنية إلا ما كان منها مرفوعًا بالحجارة والجص.

التحليل والملاحظات:

 السياق العام للبيت:

  • هذا البيت الشعري غالبًا ما يستخدم للتعبير عن قوة وقسوة حدث طبيعي، كالجفاف أو الفيضان، والذي أدى إلى دمار هائل في المنطقة.
  • تيماء، رغم كونها قرية عادية، إلا أنها اختيرت هنا لتمثيل أي مكان آخر يمكن أن يتعرض لمثل هذا الدمار.

 معاني الكلمات وتراكيبها:

  • الجذع والنخلة: التركيز على الجذع وليس النخلة بأكملها يوحي بأن الدمار كان شاملاً لدرجة أنه اقتلع الشجرة من جذورها.
  • الأطم: الإشارة إلى القصور والأبنية المرتفعة تدل على أن الدمار لم يقتصر على الأشجار بل شمل أيضًا البنية التحتية للقرية.
  • مشيدًا بجندل: هذه العبارة توضح أن بعض الأبنية تمكنت من الصمود بسبب بنائها القوي باستخدام الحجارة والصخور.

الأبعاد البلاغية:

  • التضاد: هناك تضاد بين صورة الحياة والخصوبة التي تمثلها النخلة والقصور، وبين صورة الدمار والخراب التي رسمها الشاعر.
  • التكرار: تكرار كلمة "لم يترك" يؤكد على شمولية الدمار وعدم وجود أي استثناء.
  • الوصف الحسي: الأوصاف الحسية مثل "جذع النخلة" و"مشيدًا بجندل" تساعد القارئ على تصور المشهد بشكل واضح.

الدلالة والمعنى الكلي:

  • البيت الشعري يعبر عن قوة الطبيعة وقدرتها على تدمير كل ما هو بشري.
  • يدعو إلى التواضع أمام قوى الطبيعة والاعتراف بضعف الإنسان أمامها.
  •  يمكن أيضًا أن يكون هذا البيت تعبيرًا عن حزن الشاعر على دمار وطنه أو مجتمعه.

تطوير الشرح:

  • الجانب العاطفي: يمكن إضافة تحليل للجانب العاطفي للبيت، حيث يعكس مشاعر الحزن والأسى على الدمار الذي لحق بالقرية.
  • الجانب الاجتماعي: يمكن الربط بين هذا البيت وأحداث تاريخية مشابهة، مثل الجفاف الذي ضرب شبه الجزيرة العربية في الماضي.
  • الجانب الديني: يمكن تفسير البيت من منظور ديني، حيث يمكن اعتباره تذكيراً بقوة الله وقدرته على التغيير.

مثال على الشرح المطور:

"يصور الشاعر في هذا البيت لوحة مأساوية لقرية تيماء بعد أن ضربتها قوة طبيعية داهمة. فلم يبقَ من نخيلها سوى جذوع مقطوعة، ولم يبقَ من أبنيتها الشاهقة إلا ما صمد بفضل بنائه القوي. هذا المشهد الحزين يعكس قوة الطبيعة وقدرتها على تدمير كل ما هو بشري، ويحثنا على التواضع أمامها والاعتراف بضعفنا. كما يعبر عن حزن الشاعر على دمار وطنه وحنينه إلى أيام الرخاء والازدهار."
أحدث أقدم

نموذج الاتصال