شرح وتحليل: فَلَمّا عَرَفْتُ الدَّارَ قلتُ لِرَبْعِهَا + أَلَا انْعَمْ صباحًا أيها الرَّبع واسلَمِ

فَلَمّا عَرَفْتُ الدَّارَ قلتُ لِرَبْعِهَا: + أَلَا انْعَمْ صباحًا أيها الرَّبع واسلَمِ

كانت العرب تقول في تحيتها: انعم صباحًا، أي طاب عيشك في صباحك، من النعمة وهي طيب العيش، وخص الصباح بهذا الدعاء؛ لأن الغارات والكرائه تقع صباحًا، وفيها أربع لغات: انعم صباحًا، بفتح العين من نَعِمَ ينعَم مثل علم يعلم.
والثانية: انعِم، بكسر العين، من نَعِمَ ينعِم مثل حسب يحسب، ولم يأت على فَعِلَ يفْعِل من الصحيح وغيرهما.
وقد ذكر سيبويه أن بعض العرب أنشده قول امرئ القيس: [الطويل]:
ألا انعم صباحًا أيها الطلل البالي + وهل ينعمن من كان في العصر الخالي؟
بكسر العين من ينعم.
والثالثة: عَمْ صباحًا، من وَعَمَ يَعَمُ مثل وضع يضع.
والرابعة: عِمْ صباحًا من وَعَمَ يَعِمُ مثل: وعد يعد.
يقول: وقفت بدار أم أوفى فقلت لدارها محييًا إياها وداعيًا لها: طاب عيشك في صباحك وسلمت.

الشرح المبسط:

هذا البيت الشعري يصف موقف الشاعر عندما رأى داراً (منزلًا) أعجبته، فوجه تحية لسكانها متمنياً لهم صباحاً سعيداً وآمناً. العبارة "ألا انعم صباحاً" تعني "ألا طاب صباحكم"، وهي عبارة تحية كانت شائعة بين العرب قديماً للتعبير عن التمني بالخير والسعادة للآخرين.

معنى البيت الشامل:

ببساطة، الشاعر يقول: عندما وصلت إلى دار حبيبتي، قلت لها: ألا طاب صباحك يا صديقتي وسلام عليك.

الأبعاد البلاغية:

  • الوجدانية: يعكس البيت الشعري مشاعر الشاعر الصادقة من الفرح والسرور بلقاء الحبيب.
  • البساطة والوضوح: اللغة المستخدمة بسيطة وواضحة، مما يسهل على القارئ فهم المعنى.
  • الأناقة: اختيار كلمة "ربع" يضفي على البيت الشعري لمسة من الأناقة والدلال.

الأبعاد الثقافية:

  • التحية العربية: كان العرب قديماً يحرصون على التحية والتمني بالخير، وهذا البيت الشعري يعكس هذا التقليد.
  • الربط بين الطبيعة والإنسان: الربط بين الصباح والنعمة يعكس رؤية العرب للعلاقة بين الإنسان والطبيعة.

ختامًا:

هذا البيت الشعري البسيط يحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات، وهو مثال جميل على الشعر العربي القديم الذي يتميز بجماله وبساطته وأصالته.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال