تصُدّ وتُبْدي عن أسيلٍ وتَتَّقي + بناظرّةٍ من وَحشِ وَجْرَةَ مُطْفِلٍ
شرح الكلمات:
- الصد والصدود: الإعراض والصد أيضًا الصرف والدفع، والفعل منه صدَّ يصُدُّ، والإصداد الصرف أيضًا.
- الإبداء: الإظهار. الأسالة: امتداد وطول في الخد وقد أسل أسالة فهو أسيل.
- الاتقاء: الحجز بين الشيئين، يقال: اتقيته بترس أي: جعلت الترس حاجزًا بيني وبينه.
- وجرة: موضع، الْمُطفِل: التي لها طفل. الوحش: جمع وحشي مثل زنج وزنجي وروم ورومي.
معاني البيت:
يقول: تعرض العشيقة عني وتظهر خدًّا أسيلًا، وتجعل بيني وبينها عينًا ناظرة من نواظر وحش هذا الموضع التي لها أطفال، شبهها في حسن عينيها بظبية مُطْفِلِ أو بمهاة مطفل.
وتلخيص المعنى: أنها تعرض عنا فتظهر في إعراضها خدًّا أسيلا وتسقبلنا بعين مثل عيون ظباء وجرة أو مهاها واللواتي لها أطفال، وخصهن لنظرهن إلى أولادهن بالعطف والشفقة وهي أحسن عيونًا في تلك الحال منهن في سائر الأحوال.
قوله: عن أسيل، أي عن خد أسيل، فحذف الموصوف لدلالة الصفة عليه كقوله: مررت بعاقل، أي: بإنسان عاقل.
وقوله: من وحش وجرة، أي: من نواظر وحش وجرة، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه كقوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَة} [يوسف: 82] أي: أهل القرية.
شرح البيت:
البيت هو أحد أبيات معلقة امرئ القيس، وهو بيت يصف فيه الشاعر حبيبته ليلى.
تصُدّ وتُبْدي عن أسيلٍ
يقول امرؤ القيس في هذا البيت أن ليلى تصده وتظهر له خدًا أسيلًا.
وتَتَّقي بناظرّةٍ من وَحشِ وَجْرَةَ مُطْفِلٍ
يقول امرؤ القيس في هذا البيت أن ليلى تتقى نظره بناظرةٍ من نواظر وحش هذا الموضع التي لها أطفال، شبهها في حسن عينيها بظبية مُطْفِلِ أو بمهاة مطفل.
تحليل البيت:
يصف امرؤ القيس في هذا البيت حبيبته ليلى بأنها فاتنة الجمال، ولكنها تخجل منه وتحاول إخفاء جمالها عنه.
يشبه امرؤ القيس عيني ليلى بعيني ظبية أو مهاة مطفل، حيث تكون العيون في هذه الحالة أحسن عيونًا منهن في سائر الأحوال، وذلك لنظرهن إلى أولادهن بالعطف والشفقة.
أمثلة من البلاغة في البيت:
الاستعارة: استعار امرؤ القيس كلمة "تصُدّ" للدلالة على رفض ليلى له.
التشبيه: شبه عيني ليلى بعيني ظبية أو مهاة مطفل.
الكناية: كنّى عن رفض ليلى له بقوله "تصُدّ".
المبالغة: بالغ امرؤ القيس في وصف جمال ليلى.
خاتمة:
بيت "تصُدّ وتُبْدي عن أسيلٍ" هو بيت متميز من حيث المعنى والبلاغة، ويصف حبيبته ليلى بأسلوب جميل وقوي.
التسميات
شرح معلقة امرئ القيس