تُضيءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ كأنَّها + مَنَارَةُ مُمْسَى راهبٍ مُتَبَتِّلِ
هذا البيت من معلقة الشاعر العربي امرؤ القيس، وهو بيت يصف فيه فتاة تجلس في ضوء المساء، حيث تضيء شعاع وجهها الظلام المحيط بها.
شرح البيت:
يبدأ البيت بالقول: "تُضيءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ كأنَّها". وهذا يدل على أن شعاع وجه الفتاة كان قويًا، لدرجة أنه استطاع أن يضيء الظلام المحيط بها.
ثم يشبه الشاعر الفتاة بمنارة راهب متبتل، قائلاً: "مَنَارَةُ مُمْسَى راهبٍ مُتَبَتِّلِ". والمنارة هي مصدر الضوء في الظلام، والراهب المتبتل هو شخص يقضي حياته في عبادة الله، ويعيش في مكان منعزل.
ومعنى البيت أن الفتاة كانت تتمتع بجمال داخلي وخارجي، وكان وجهها يشع بالنور والخير. كما أنها كانت تشبه راهبًا متبتلًا في زهدها وتقشفها.
وهذا البيت يُعد من أجمل أبيات الشعر في وصف المرأة، لأنه يعبر عن جمالها الداخلي والخارجي، وعن صفائها ونقائها. كما أنه يتميز بتصويره المبدع، الذي يشبه وجه الفتاة بمنارة راهب متبتل.
معاني في البيت الشعري:
وفيما يلي بعض النقاط الأخرى التي يمكن ذكرها في شرح البيت:
- كلمة "العشاء" تدل على وقت الغروب، وهو الوقت الذي يكون فيه الظلام غالبًا.
- كلمة "كأنها" تؤكد على أن شعاع وجه الفتاة كان قويًا لدرجة أنه كان يشبه شعاع المنارة.
- كلمة "مَنَارَةُ" تدل على جمال وجه الفتاة ونورانيته.
- كلمة "مُمْسَى" تدل على غروب الشمس، وهو الوقت الذي يكون فيه الظلام غالبًا.
- كلمة "راهبٍ" تدل على زهد الفتاة وتقشفها.
- كلمة "مُتَبَتِّلِ" تدل على أن الفتاة كانت تقضي حياتها في عبادة الله.
وأخيرًا، يمكن القول إن هذا البيت يُعد من أجمل أبيات الشعر في وصف المرأة، لأنه يعبر عن جمالها الداخلي والخارجي، وعن صفائها ونقائها.
--------------------
شرح مفصل للبيت:
الإضاءة: قد يكون الفعل المشتق منها لازمًا وقد يكون متعديًّا، تقول: أضاء الله الصبح فأضاء، والضَّوء والضُّوء واحد، والفعل ضاء ضوءًا، وهو لازم.
المنارة: المسرجة، الجمع المناور والمنائر.
الممسى: بمعنى: الإمساء والوقت جميعًا؛ ومنه قول أمية: [البسيط]:
الحمد لله ممسانا ومصبحنا + بالخير صبّحنا ربي ومسانا
الراهب يجمع على الرهبان، مثل راكب وركبان وراع ورعيان، وقد يكون الرهبان واحد ويجمع حينئذ على الرهابنة والرهابين كما يجمع السلطان على السلاطنة والسلاطين، أنشد الفراء: [الرجز]:
لو أبصرت رهبانَ دير في جبل ... لانحدر الرهبانُ يسعى ويُصَلْ
جعل الرهبان واحدًا، لذلك قال: يسعى، ولم يقل: يسعون. المتبتل: المنقطع إلى الله بنيته وعمله، والبتل: القطع، ومنه قيل: مريم البتول لانقطاعها عن الرجال واختصاصها بطاعة الله تعالى، فالتبتل إذن الانقطاع عن الخلق والاختصاص بطاعة الله تعالى ومنه قوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] .
يقول: تضيء العشيقة بنور وجهها ظلام الليل فكأنها مصباح راهب منقطع عن الناس، وخص مصباح الراهب؛ لأنه يوقده ليهتدي به عند الضلال فهو يضيئه أشد الإضاءة، يريد أن نور وجهها يغلب ظلام الليل كما أن نور مصباح الراهب يغلبه
التسميات
شرح معلقة امرئ القيس