كأنّ ثَبيرًا في عَرانينِ وَبْلِهِ + كَبيرُ أُناسٍ في بجاد مُزَمَّلِ
- ثبير: جبل بعينه.
- العرنين: الأنف، وقال جمهور الأئمة: هو معظم الأنف، والجمع العرانين، ثم استعار العرانين لأوائل المطر؛ لأن الأنوف تتقدم الوجوه.
- البجاد: كساء مخطط، والجمع البُجُد.
- التزميل: التلفيف بالثياب، وقد زملته بثياب فتزمَّل بها أي: لففته فتلفف بها.
وجرّ مزملًا على جوار بجاد وإلا فالقياس يقتضي رفعه؛ لأنه وصف كبير أناس، ومثله ما حكي عن العرب من قولهم: جحر ضبٍّ خربٍ، جر خرب بمجاورة ضب.
ومنه قول الأخطل: [الطويل]:
جزى الله عني الأعورين ملامة + وفروة ثفر الثورة المتضاجم
الشرح:
جر المتضاجَم على جوار الثورة والقياس نصبه؛ لأنه صفة ثفر، ونظائرها كثيرة. الوبل: جمع وابل وهو المطر الغزير العظيم القطر، ومثله شارب وشَرْب وراكب ورَكْب وغيرهما، والوبل أيضًا مصدر، وبلت السماء تبل وبلًا إذا أتت بالوابل.
يقول: كأن ثبيرًا في أوائل مطر هذا السحاب سيد أناس قد تلفف بكساء مخطط شبه تغطيته بالغثاء بتغطي هذا الرجل بالكساء.
التحليل:
- استخدام التشبيهات:
استخدم الشاعر تشبيهين رائعين لِوصف ضخامة جبل "ثَبير" الأول شبهه بِعَرانينِ وَبْلِهِ والثاني شبهه بِرجلٍ كبيرٍ يرتدي بجادًا مُزَمَّلًا.
- دقة الوصف:
وصف الشاعر الجبل بدقة ووضوح ما يُضفي على البيت حيوية وواقعية.
- جمال اللغة:
استخدم الشاعر لغة عربية فصيحة غنية بالمعاني والصور ما يُضفي على البيت سحرًا خاصًا.
- المعنى:
يُعبّر الشاعر عن ضخامة جبل "ثَبير" ويُشبهه بِعَرانينِ وَبْلِهِ التي تُغطي السماء ويُشبهه بِرجلٍ كبيرٍ يرتدي بجادًا مُزَمَّلًا ما يُضفي على المشهد عظمة وجلالاً.
- القيمة:
يُعدّ هذا البيت من أجمل أبيات الشعر العربي لما فيه من دقة الوصف وجمال اللغة ووضوح المعنى وتعبيره عن مشاعر الإعجاب بِعظمة جبل "ثَبير".
التسميات
شرح معلقة امرئ القيس