أمِنْ أُمّ أوْفَى دِمْنَةٌ لم تَكَلّمِ + بِحَوْمَانَةِ الدّرّاجِ فالْمُتَثَلَّمِ
الشرح:
الدّمنة: ما اسوّد من آثار الدار بالبعر والرماد وغيرهما، والجمع الدِّمَن، والدمنة الحقد، والدمنة السرجين (الزبل). وهي في البيت بمعنى الأول.
حومانة الدراج والمتثلم: موضعان، وقوله: أمن أم أوفى يعني: أمن منازل الحبيبة المكناة بأم أوفى دمنة لا تجيب؟ وقوله: لم تكلّم، جزم بلم ثم حرك الميم بالكسر؛ لأن الساكن إذا حرِّك كان الأحرى تحريكه بالكسر. ولم يكن بدّ ههنا من تحريكه ليستقيم الوزن ويثبت السجع ثم أشبعت الكسرة بالإطلاق؛ لأنّ القصيدة مطلقة القوافي.
معاني البيت:
يقول: أمن منازل الحبيبة المكناة بأم أوفى دمنة لا تجيب سؤالها بهذين الموضعين. أخرج الكلام في معرض الشك ليدل بذلك على أنه لبعد عهده بالدمنة وفرط تغيرها لم يعرفها معرفة قطع وتحقيق.
تحليل البيت:
يستهل الشاعر قصيدته هذا البيت بسؤال استفهام، يسأل فيه عن منازل الحبيبة المكناة بأم أوفى. ويصف هذه المنازل بأنها دمنة، أي: أرض بيضاء خالية من النباتات. ويضيف إلى ذلك أن هذه الدمنة لا تجيب سؤاله، أي: أنها لا تبدو كأنها كانت مأهولة بالسكان من قبل.
ويحدد الشاعر موقع هذه الدمنة بقوله: "حومانة الدراج فالمتثلم". و"حومانة الدراج" هي موضع مشهور في الصحراء، و"المتثلم" هو موضع آخر قريب منه.
ويعبر الشاعر عن حزنه لرؤية هذه الدمنة التي كانت موطن حبيبته، ولكنها أصبحت الآن خالية من السكان. ويظهر ذلك في قوله: "لم تتكلم".
القيمة الفنية للبيت:
يتميز البيت بجمال لغته وفصاحتها. ويستخدم الشاعر بعض الصور الفنية، مثل تشبيه الدمنة بالإنسان الذي لا يتكلم. ويعبر البيت عن مشاعر الشاعر الحزينة على فراق حبيبته.
المعنى العام للبيت:
يعبر الشاعر في هذا البيت عن مشاعره الحزينة على فراق حبيبته. ويصف هذه المشاعر بأنها قوية لدرجة أنه يشك في أن هذه الدمنة التي كانت موطن حبيبته هي بالفعل دمنة، بل هي الإنسان نفسه الذي لا يتكلم.
التطبيقات:
يمكن تطبيق هذا البيت على أي شخص يشعر بالحزن على فراق حبيب أو صديق. ويمكن أن يكون هذا الفراق بسبب الموت أو السفر أو أي سبب آخر.
ويمكن أن يكون التطبيق على المستوى الشخصي، حيث يعبر الشاعر عن مشاعره الشخصية في هذا البيت. أو يمكن أن يكون على المستوى العام، حيث يعبر الشاعر عن مشاعر عامة يشعر بها أي شخص في موقف مشابه.
التسميات
شرح معلقة زهير بن أبي سلمى