شرح وتحليل: كأنّ ذُرَى رَأْسِ الْمُجَيْمِرِ غُدْوَةً + من السّيلِ والأغْثاء فَلكة مِغزَلِ

كأنّ ذُرَى رَأْسِ الْمُجَيْمِرِ غُدْوَةً + من السّيلِ والأغْثاء فَلكة مِغزَلِ

  • الذروة: أعلى الشيء، والجمع الذُّرى.
  • المجيمر: أكمة بعينها، الغُثاء ما جاء به السيل من الحشيش والشجر والكلأ والتراب وغير ذلك، والجمع الأغثاء.
  • المغزل بضم الميم وفتحها وكسرها معروف، والجمع المغازل.
  • فلكة المغزل مفتوحة الفاء.
يقول: كأن هذه الأكمة غدوة مما أحاط بها من أغثاء السيل فلكة مغزل شبه استدارة هذه الأكمة بما حاط بها من الأغثاء باستدارة فلكة المغزل وإحاطتها بها بإحاطة المغزل.

الطبيعة البديعة:

البيت هو أحد الأبيات المشهورة في معلقة امرئ القيس، وهو من أبيات الطبيعة البديعة في الشعر العربي.
يشبه امرؤ القيس في هذا البيت ذرى رأس المجيمر في الصباح الباكر، عندما يغطيها السيل والأغثاء، بفلكة مغزل.
فذرى رأس المجيمر هي قمة الجبل، والمجيمر هو جبل في منطقة نجد. والسيل هو المطر الغزير، والأغثاء هي ما يأتي به السيل من الحشيش والشجر والتراب. والمغزل هو أداة تستخدم لغزل الصوف أو القطن.
ويشبه امرؤ القيس ذرى رأس المجيمر بفلكة المغزل في الشكل والمنظر. فالذرى هي مرتفعة ومستديرة، مثل فلكة المغزل. والسيل والأغثاء يغطيان الذرى ويحيطون بها، مثلما يحيط الغزل حول فلكة المغزل.
ويستخدم امرؤ القيس هذا التشبيه لوصف جمال الطبيعة في الصباح الباكر، بعد أن هطل المطر. فالسيل والأغثاء يزينون الجبل ويجعلونه يبدو وكأنه قطعة فنية جميلة.

العناصر الفنية في البيت:

وهناك بعض العناصر الفنية في هذا البيت التي تساهم في جماله، منها:

استخدام التشبيه:

التشبيه هو أحد أهم أدوات البديع في الشعر العربي. وهو يضيف إلى النص جمالاً وروعة.

التصوير الحسي:

يستخدم امرؤ القيس في هذا البيت اللغة التصويرية لوصف المشهد بدقة ووضوح. فالكلمات التي يستخدمها تثير في ذهن القارئ صورًا حسية واضحة.

الموسيقى الشعرية:

يتميز البيت بالموسيقى الشعرية الجميلة، الناتجة عن الوزن والقافية والقوافي المتقاربة.
وهكذا، فإن هذا البيت هو مثال رائع على إبداع امرؤ القيس في وصف الطبيعة واستخدام العناصر الفنية المختلفة لتجميل النص.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال