ألا أَبْلِغِ الأحْلَافَ عني رِسَالَةً + وَذُبْيانَ هل أقسَمتمُ كلَّ مُقسَمِ
- الأحلاف والحلفاء: الجيران، جمع حليف على أحلاف كما جمع نجيب على أنجاب، وشريف على أشراف، وشهيد على أشهاد، أنشد يعقوب: [الرجز]:
قد أغتدي لفتية أنجاب + وجهمة الليل إلى ذهاب
- أقسم أي: حلف، وتقاسم القوم أي تحالفوا، والقسم الحلف، والجمع الأقسام، وكذلك القسيمة، هل أقسمتم أي قد أقسمتم، ومنه قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَان} [الإنسان: 1] أي قد أتى، وأنشد سيبويه: [البسيط]:
سائل فوارس يربوع بشدّتنا + أهل رأونا بسفح القف ذي الأكم
أي قد رأونا؛ لأن حرف الاستفهام لا يلحق حرف الاستفهام.
يقول: أبلغ ذبيان وحلفاءها وقل لهم: قد حلفتم على إبرام حبل الصلح كل حلف فتحرجوا من الحنث وتجنبوا.
تحليل المعنى العام للبيت:
الشاعر يطلب من شخص ما أن يبلغ رسالة إلى جيرانه وأصدقائه المقربين، وخاصة قبيلة ذُبْيان، ويذكرهم بالقسم الذي أقسموه على الوفاء بالعهد والصلح. ويؤكد على أهمية الالتزام بهذا القسم وتجنب الحنث به.
الدلالات والمعاني المستفادة من البيت:
- أهمية الوفاء بالعهد: يؤكد الشاعر على أهمية الوفاء بالعهد والوعد بين القبائل والأصدقاء.
- التحذير من الحنث: يحذر الشاعر من خرق العهود والأقسام، ويؤكد على عواقبها الوخيمة.
- الترابط الاجتماعي: يعكس البيتان أهمية الترابط الاجتماعي والتكاتف بين القبائل والأعراق.
- الوعي بالقيم الأخلاقية: يدل الشاعر على وعيه بالقيم الأخلاقية كالأمانة والصدق والوفاء.
الاستخدامات اللغوية:
- النداء: استخدم الشاعر أسلوب النداء للتأكيد على أهمية الرسالة.
- الفعل الأمر: استخدم فعل الأمر للتعبير عن الطلب والإلحاح.
- الاسم المفعول: استخدم اسم المفعول "مُقسَمِ" للدلالة على الشيء المقسم عليه.
- حرف الاستفهام: استخدم حرف الاستفهام "هل" للتأكيد على السؤال والتذكير بالقسم.
الخاتمة:
البيتان الشعريان يعبران عن أهمية الوفاء بالعهد والالتزام بالعهود والمواثيق بين الأفراد والجماعات، ويؤكدان على القيم الأخلاقية التي تحكم العلاقات بين الناس.
التسميات
شرح معلقة زهير بن أبي سلمى