شرح وتحليل: وَوَادٍ كَجَوفِ العَيرِ قَفْرٍ قطعتُهُ + بِهِ الذئبُ يَعوي كالْخَليعِ الْمُعَيَّلِ

وَوَادٍ كَجَوفِ العَيرِ قَفْرٍ قطعتُهُ + بِهِ الذئبُ يَعوي كالْخَليعِ الْمُعَيَّلِ

شرح الكلمات:

  • الوادي يجمع على الأودية والأوداية.
  • الجوف: باطن الشيء، والجمع أجواف.
  • العير: الحمار، والجمع الأعيار.
  • القفر: المكان الخالي، والجمع القفار، ويقال أقفر المكان إقفارًا إذا خلا، ومنه خبز قفار لا إدام معه.
  • الذئب يجمع على الذئاب والذياب والذؤبان ومنه قيل ذؤبان العرب للخبثاء المتلصصين.
  • وأرض مذأبة: كثيرة الذئاب، وقد تذأبت الريح وتذاءبت إذا هبت من كل ناحية كالذئب إذا حذر من ناحية أتى من غيرها.
  • الخليع: الذي قد خلعه أهله لخبثه، وكان الرجل منهم يأتي بابنه إلى الموسم ويقول: ألا إني قد خلعت ابني فإن جَرّ (جنى جناية) لم أضمن وإن جُرَّ عليه لم أطلب فلا يؤخذ بجرائره، وزعم الأئمة أن الخليع في هذا البيت المقامر.
  • المعيل: الكثير العيال، وقد عيَّل تعييلًا فهو معيل إذا كثر عياله.
  • العواء: صوت الذئب وما أشبهه من السباع، والفعل عوى يعوي عواء.

معاني البيت:

زعم صنف من الأئمة أنه شبه الوادي في خلائه من الإنس ببطن العير، وهو الحمار الوحشي إذا خلا من العلف وقيل: بل شبهه في قلة الانتفاع به بجوف العير؛ لأنه لا يركب ولا يكون له درّ، وزعم صنف منهم أنه أراد كجوف الحمار فغير اللفظ إلى ما وافقه في المعنى لإقامة الوزن، وزعموا أن حمارًا كان رجلًا من بقية عاد وكان متمسكًا بالتوحيد، فسافر بنوه فأصابتهم صاعقة فأهلكتهم، فأشرك بالله وكفر بعد التوحيد، فأحرق الله أمواله وواديه الذي كان يسكن فيه فلم ينبت بعده شيئًا فشبه امرؤ القيس هذا الوادي بواديه في الخلاء من النبات والإنس.
يقول: وربّ وادٍ يشبه وادي الحمار في الخلاء من النبات والإنس أو يشبه بطن الحمار فيما ذكرنا طويته سيرًا وقطعته، وكان الذئب فيه من فرط الجوع كالمقامر الذي كثر عياله ويطالبه عياله بالنفقة، وهو يصيح بهم ويخاصمهم إذ لا يجد ما يرضيهم به.

شرح البيت:

وَوَادٍ كَجَوفِ العَيرِ قَفْرٍ قطعتُهُ
يقول امرؤ القيس في هذا البيت أنه قطع وادياً قفراً، يشبه جوف الحمار الوحشي في خلوه من النبات والإنس.
بِهِ الذئبُ يَعوي كالْخَليعِ الْمُعَيَّلِ
يقول امرؤ القيس في هذا البيت أن الذئب كان يعوي في هذا الوادي، كالمقامر الذي كثر عياله، وهو يصيح بهم ويخاصمهم، وهو في حال من الجوع والضيق.

تحليل البيت:

يصف امرؤ القيس في هذا البيت الصحراء العربية في قسوة طبيعتها، حيث يشبه الوادي بخلوه من النبات والإنس بجوف الحمار الوحشي، ويشبه الذئب في حاله من الجوع والضيق بالمقامر الذي كثر عياله.
يستخدم امرؤ القيس في هذا البيت تشبيهين مقارنين، حيث يشبه الوادي بجوف الحمار الوحشي، ويشبه الذئب بالمقامر الذي كثر عياله.

أمثلة من البلاغة في البيت:

التشبيه: شبه امرؤ القيس الوادي بجوف الحمار الوحشي، وشبه الذئب بالمقامر الذي كثر عياله.
المبالغة: بالغ امرؤ القيس في وصف الصحراء العربية في قسوة طبيعتها.

خاتمة:

بيت "وَوَادٍ كَجَوفِ العَيرِ قَفْرٍ قطعتُهُ" هو بيت متميز من حيث البلاغة، ويصف الصحراء العربية في قسوة طبيعتها بأسلوب جميل وقوي.
إضافة إلى ما سبق، يمكن أن نضيف أن هذا البيت يعبر عن قوة شخصية امرؤ القيس، فهو يصف الصحراء العربية في قسوة طبيعتها، ولكنه يعبر عن قدرته على تخطيها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال