شرح وتحليل: وَمَا الْحَرْبُ إلّا مَا علمتمْ وَذُقتُم + وَما هوَ عَنها بالْحَديثِ الْمُرَجَّمِ

وَمَا الْحَرْبُ إلّا مَا علمتمْ وَذُقتُم + وَما هوَ عَنها بالْحَديثِ الْمُرَجَّمِ

  • الذوق: التجربة.
  • الحديث الْمُرجَّم: الذي يرجم فيه بالظنون أي يحكم فيه بظنونها.
  • يقول: ليست الحرب إلا ما وعدتموها وجربتموها ومارستم كراهتها، وما هذا الذي أقول بحديث مرجّم عن الحرب، أي هذا ما شهدت عليه الشواهد الصادقة من التجارب وليس من أحكام الظنون.

شرح العبارة:

يهدف هذا البيت إلى التأكيد على أن فهم الحرب وتأثيرها لا يمكن أن يتم إلا من خلال التجربة المباشرة والمعايشة الواقعية. وهو يعكس رفضاً للاعتقاد بأن معرفة الحرب يمكن أن تكتسب من خلال الأقاويل النظرية أو الأحكام المسبقة.

دلالات المفردات:

  • الحرب: الصراع المسلح بين طرفين أو أكثر، وهي تجربة قاسية تتضمن الخسائر والمآسي.
  • علمتم: أي فهمتم ودرستم الحرب بشكل نظري.
  • ذقتُم: أي جربتم الحرب بأنفسكم وعايشتُم مرارتها.
  • الحديث المرجّم: أي الكلام الذي يعتمد على الظنون والتخمينات وليس على حقائق مؤكدة.

تحليل المعنى:

  • رفض النظرية لصالح التجربة: يؤكد المتحدث على أن المعرفة النظرية بالحرب لا تكفي لفهمها بشكل عميق. فالتجربة المباشرة هي التي تكشف عن حقيقة الحرب وفظاعتها.
  • نقد الأحكام المسبقة: يرفض المتحدث الاعتماد على الأحكام المسبقة والظنون في تقييم الحرب. فهو يدعو إلى بناء الأحكام على أساس الواقع والمعايشة.
  • تأكيد على واقعية الحرب: يشير المتحدث إلى أن الحرب هي واقع ملموس ومؤلم، وأن وصفها يجب أن يكون دقيقاً بعيداً عن المبالغة أو التجميل.
  • دعوة إلى التمعن في التجربة: يحث المتحدث على التفكر في تجارب الحرب السابقة والاستفادة منها لتجنب تكرار الأخطاء.

الخلاصة:

البيت يعبر عن قناعة راسخة بأن الحرب هي تجربة معقدة لا يمكن فهمها إلا من خلال المعايشة المباشرة. وهو دعوة إلى تجاوز النظريات المجردة والأحكام المسبقة، والاعتماد على الواقع والحقائق في تقييم هذه الظاهرة المدمرة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال