شرح وتحليل: فَأَصْبَحَ يَجْري فيهمُ مِنْ تِلادِكُمْ + مَغَانِمُ شَتّى مِنْ إفالٍ مُزَنَّمِ

فَأَصْبَحَ يَجْري فيهمُ مِنْ تِلادِكُمْ + مَغَانِمُ شَتّى مِنْ إفالٍ مُزَنَّمِ

  • التلاد والتليد: المال القديم الموروث.
  • المغانم: جمع المغنم وهو الغنيمة.
  • شتى أي: متفرقة.
  • الإفال: جمع أفيل وهو الصغير السن من الإبل.
  • المزنَّم: المعلم بزنمة (قطعة من أذن البعير تقطع وتترك معلقة).
يقول: فأصبح يجري في أولياء المقتولين من نفائس أموالكم القديمة الموروثة غنائم متفرقة من إبل وصغار معلمة، وخص الصغار؛ لأن الديات تعطي من بنات اللبون (ابن الناقة التي تضع غيره فيصير لها لبن) والحقاق (جمع حق وهو البعير الذي يمكن أن يحمل عليه) والأجذاع (جمع جذع وهو ابن الناقة في سنته الخامسة)، ولم يقل المزنمة وإن كان صفة الإفال حملًا على اللفظ؛ لأن فعالًا من الأبنية التي اشترك فيها الآحاد والجموع، وكل بناء انخرط في هذا السلك ساغ تذكيره حملًا على اللفظ.

التحليل التفصيلي للكلمات والعبارات:

  • فأصبح يجري: يشير إلى حالة التحول التي طرأت على وضع أولياء القتيل بعد الحادثة، حيث انتقلت إليهم ثروة كبيرة.
  • فيهم: تعود على أولياء القتيل، أي ورثة القتيل الذين يحق لهم أخذ الدية.
  • من تِلاَدِكُمْ: تعني من أموالكم القديمة الموروثة، أي من الثروة التي كانت موجودة أصلاً لدى القاتل وأقاربه.
  • مغانم شتى: تعني غنائم متنوعة ومتفرقة، أي أن الثروة التي انتقلت إلى أولياء القتيل لم تقتصر على نوع واحد من المال بل شملت أنواعاً مختلفة.
  • من إفالٍ مُزَنَّمِ: تعني من إبل صغيرة معلمة، حيث أن الإفال هو صغير الإبل، والمزنمة هي علامة مميزة توضع في أذن الإبل لتمييزها.

الدلالة والمعنى العام:

هذه العبارة تصور صورة واضحة عن الغنيمة الكبيرة التي حصل عليها أولياء القتيل. التركيز على الإبل الصغيرة المعلمة يعطي انطباعاً بأن هذه الغنيمة كانت متكاملة وشاملة، حيث شملت مختلف أنواع الإبل وأعمارها. كما أن ذكر التليد (الأموال القديمة) يوحي بأن القاتل وأقاربه كانوا أثرياء قبل الحادثة.

الأبعاد البلاغية:

  • الوضوح والدقة: استخدم الشاعر لغة واضحة وصريحة في وصف الغنيمة، مما يجعل الصورة أكثر وضوحاً للقارئ.
  • التنوع اللغوي: استخدم الشاعر مجموعة متنوعة من الألفاظ والمفردات، مما أضاف إلى النص جمالية وبلاغة.
  • التعبير عن المشاعر: يعبر النص عن فكرة الانتقال والتغيير في حياة أولياء القتيل، حيث تحولوا من حالة الحزن والأسى إلى حالة الرضا والغنى.

الخلاصة:

العبارة التي تم تحليلها تصور لنا صورة حية عن عملية انتقال الثروة من مرتكبي الجريمة إلى أولياء القتيل. وهي عبارة غنية بالمعاني والدلالات، وتستخدم لغة بليغة وواضحة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال