البدو في النقب:
مقدمة:
تعتبر صحراء النقب، بمساحتها الشاسعة التي تبلغ حوالي 12,577 كيلومتر مربع، إحدى أبرز المناطق الجغرافية في المنطقة. لطالما شكلت هذه الصحراء بيئة فريدة استوطنتها على مر العصور شتى الحضارات والشعوب، أبرزها البدو الرحل الذين تميزوا بارتباطهم الوثيق بأرضها وقبائلهم.
السكان البدو:
في أواخر فترة الانتداب البريطاني، شكل البدو غالبية سكان النقب، حيث قدر عددهم بحوالي 92 ألف نسمة. هؤلاء البدو كانوا ينتمون إلى قبائل كبيرة ومتفرعة، أبرزها:
قبائل الصفوف الكبرى:
- الترابين: واحدة من أكبر القبائل، تتميز بتنظيمها الاجتماعي القوي وتاريخها العريق في المنطقة.
- التياها: تتميز بطبيعتها الرحالة المستمرة بحثاً عن المراعي والماء.
- العزازمة: تتميز بارتباطها الوثيق بالأرض وقدرتها على التكيف مع الظروف الصحراوية القاسية.
- الجبارات: اشتهرت بشجاعتها وقوتها، ولعبت دوراً بارزاً في تاريخ المنطقة.
قبائل أخرى:
- الحناجرة: تتميز بطبيعتها الزراعية إلى جانب تربية الماشية.
- السعيديون: تتميز بمهاراتها في تربية الإبل والجمال.
- الاحيوات: تتميز بارتباطها الوثيق بالواحات الزراعية في النقب.
التنظيم الاجتماعي القبلي:
تميز المجتمع البدوي في النقب بتنظيم اجتماعي هرمي واضح، حيث تنقسم كل قبيلة إلى بطون وأفخاذ، وكل فخذ يضم عدداً من العشائر التي تنقسم بدورها إلى حمائل وعائلات. هذا التنظيم المعقد كان يعكس أهمية العلاقات العائلية والقبلية في حياة البدو، ويضمن تماسك المجتمع وتكاتفه في مواجهة التحديات.
الحياة في النقب:
كانت حياة البدو في النقب تتمحور حول تربية الماشية والزراعة البدائية، حيث كانوا يعتمدون على الأمطار الموسمية في ري مزروعاتهم. كما اشتهروا بصناعة الخيام والمنسوجات، والتجارة مع القبائل المجاورة.
النقب إدارياً:
إدارياً، كانت النقب تعرف باسم قضاء بئر السبع، وتتبع للواء الجنوبي أو لواء غزة. هذا التقسيم الإداري كان جزءاً من النظام الإداري الذي فرضته السلطات البريطانية على المنطقة.
خاتمة:
تعتبر دراسة البدو في النقب أمراً بالغ الأهمية لفهم تاريخ المنطقة وتكوينها الاجتماعي والثقافي. فقد شكل البدو عنصراً أساسياً في النسيج الاجتماعي للمنطقة، وساهموا في تشكيل هويتها الخاصة.
التسميات
نقب