على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته دولة اليعاربة، وقفت عاجزة أمام المشاكل الداخلية التي واجهتها.
ومن أبرز هذه المشاكل هي النزاع الأسري والصراع القبلي التي أخذت تفت في عضد الدولة اليعربية منذ قيامها.
والنزاع الأسري سرعان ما قام بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف بين ولديه بلعرب وسيف، وانتهى النزاع بعد ما اجتمعت كلمة خاصة عمان على سيف وذلك بعدما حكم بلعرب ثلاثة عشر سنة، ثم بعد ذلك خلف سيف ولده الإمام سلطان بن سيف الثاني الذي حارب الفرس وقام بملاحقة البرتغاليين في الهند والخليج العربي.
ترك سيف بن سلطان الثاني عدة أبناء أكبرهم سيف في الثانية عشر من عمره، وعلى الرغم من كونه قاصرا إلا أن مجموعة من القبائل المرتبطة بأسرة اليعاربة اقترحت ترشيحه للإمامة خلفا لأبيه.
وكانت هذه الطريقة من التصرف تعود إلى آلية وراثية لا علاقة لها بنظام الإمامة المذهبي والروحي.
ولكن أهل الحل والعقد اعترضوا على هذا الترشيح، وحيال هذه الأزمة الدستورية والسياسية حيث لم يكن أمامهم إلا محاولة حسم الأمر، وتم اختيار مهنا بن سلطان قريب سيف ليكون إماما جديدا، وتم انتخابه في قلعة نزوى في سنة 1718م غير أن عامة المواطنين لم يرضوا بذلك فلجأوا إلى يعرب بن بلعرب بن سلطان أحد المناوئين لمهنا لكي ينزع من الإمامة ونجح في ذلك عام 1720م.
نصب بعد ذلك يعرب نفسه وصيا على سيف بن سلطان حتى يبلغ سن الرشد، وهذه سابقة فريدة في التاريخ العماني وهي مسألة مرفوضة عقائديا ودستوريا، إلا أن الوصي يعرب بن بلعرب الذي أغرته السلطة عدل عن الوصاية واستطاع أن يقنع بعض العلماء بتوليه الإمامة.
ولكن سكان الرستاق لم يقبلوا إمامة يعرب وطالبوا بالإبقاء على سيف ومن أجل ذلك تقدموا إلى أحد اكثر الشخصيات القبلية نفوذا وهو بلعرب بن ناصر خال سيف، من اجل أن يتدخل لاستعادة الإمامة، قام بلعرب بن ناصر بدوره في إعداد العدة وتحالف مع قبيلة بني هناه ورفع الحجز الذي كان قد فرض عليهم من قبل الإمام ناصر بن مرشد، كما سمح لهم باللجوء إلى السلاح.
وتبين من خلال المعارك التي قامت ان الإمام يعرب رجل كفء استطاع مجابهة القبائل الثائرة وفرض نفسه عليها.
تابعت قبيلة بني غافر إعادة انتخاب سيف بن سلطان وقادة إلى نزوى العاصمة وطلبت إعلان بيعته، إلا أن إمامة سيف لم تدم طويلا، وذلك انه عزل من جانب العلماء بسبب حياته الخاصة، وأنيطت الإمامة إلى يعرب بن بلعرب عام 1721م.
التسميات
يعاربة