شرح وتحليل: وَمَهْمَا تكنْ عند امْرِئٍ من خَلِيقَةٍ + وَإِنْ خَالها تَخْفَى على النَّاسِ تُعْلَمِ

وَمَهْمَا تكنْ عند امْرِئٍ من خَلِيقَةٍ + وَإِنْ خَالها تَخْفَى على النَّاسِ تُعْلَمِ

يقول: ومهما كان للإنسان من خلق فظن أنه يخفى على الناس علم ولم يَخْفَ، والخلق والخليقة واحد، والجمع الأخلاق والخلائق، وتحرير المعنى: أن الأخلاق لا تخفى والتخلّق لا يبقى.

الشرح:

يقول الشاعر أن الأخلاق لا تخفى مهما حاول الإنسان إخفائها، فكل إنسان يحمل أخلاقًا معينة، سواء كانت أخلاقًا حسنة أو سيئة، وهذه الأخلاق تظهر في تصرفاته وأفعاله، حتى لو حاول إخفائها عن الناس.

التحليل:

يستخدم الشاعر في هذا البيت عدة صور بيانية، منها:
  • الاستعارة المكنية: شبه الأخلاق بالخليقة، أي الطبيعة أو الفطرة.
  • القصر: قصر الصفة على الموصوف، حيث قصر الخلق على الخليقة.
  • التشبيه: شبه الأخلاق بالأشياء الظاهرة، التي لا يمكن إخفاؤها.
وتسهم هذه الصور البيانية في توضيح المعنى وإضافة جماليات إلى النص.

الحكم:

يعبر البيت عن حكم اجتماعية مفادها أن الأخلاق لا يمكن إخفاؤها، وأن الإنسان لا يمكن أن يتظاهر بأخلاق غير أخلاقه الحقيقية.

التعليق:

يُعد هذا البيت من أشهر أبيات الشعر العربي، واشتهر ببلاغته وقوة تعبيره. وقد ورد هذا البيت في معلقة زهير بن أبي سلمى، وهي من المعلقات السبع، وهي أشهر قصائد الشعر العربي القديم.

التطبيقات:

يمكن تطبيق هذا البيت في العديد من المواقف الحياتية، مثل:
  • إذا حاول شخص أن يتظاهر بالكرم، فإن هذا الكرم سيظهر في تصرفاته وأفعاله، حتى لو حاول إخفاءه.
  • إذا حاول شخص أن يتظاهر بالعدل، فإن هذا العدل سيظهر في تصرفاته وأفعاله، حتى لو حاول إخفاءه.
  • إذا حاول شخص أن يتظاهر بالصدق، فإن هذا الصدق سيظهر في تصرفاته وأفعاله، حتى لو حاول إخفاءه.
وهكذا، فإن الأخلاق لا يمكن إخفاؤها، مهما حاول الإنسان إخفائها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال