كَقَنْطَرَةِ الرّوميّ أَقْسَمَ رَبّها + لَتُكْتَنَفَنْ حتى تُشادَ بقَرْمَدِ
- القرمد: الآجر وقيل هو الصاروج (حجر الكِلس بعد أن يشوى بالنار)، الواحدة قرمدة.
- الاكتناف: الكون في أكناف الشيء وهي نواحيه، شبه الناقة في تراصف عظامها وتداخل أعضائها بقنطرة تبنى لرجل رومي قد حلف صاحبها ليحاطنّ بها حتى ترفع أو تجصص بالصاروج أو بالآجر.
- الشَّيْد: الرفع والطالي بالشيد وهو الجص.
- قوله: كقنطرة الرومي، أي كقنطرة الرجل الرومي وقوله لتكتنفن، أي والله لتكتنفن.
تحليل الشطرين الشعريين
الشطر الأول: كَقَنْطَرَةِ الرّوميّ أَقْسَمَ رَبّها
- كقنطرة الرومي: تشبيه بديع يقارن الناقة بالقنطرة الرومانية. القنطرة الرومانية عادة ما تكون قوية ومتينة، مبنية بحرفية عالية.
- أقسم ربها: أي الله تعالى قسم عليها بهذا الشكل المتين والمتماسك. هذا التعبير يعطي للناقة صفة الإعجاز الإلهي في خلقها.
- معنى الشطر الأول: الشاعر يقارن متانة وقوة الناقة بمتانة وقوة القنطرة الرومانية، وكأنه يقول إن الله قد خلق الناقة بهذا الشكل المتين والقوي.
الشطر الثاني: لَتُكْتَنَفَنْ حتى تُشادَ بقَرْمَدِ
- لتكتنفن: أي والله لتكتنفن، أي ستظل محاطة بأعضائها المتلاصقة.
- حتى تشاد بقرمد: أي حتى تبنى وتُشَدَّ كما تُشَد القنطرة بالآجر أو بالصاروج.
- معنى الشطر الثاني: الشاعر يؤكد على أن الناقة ستظل كما هي، متماسكة الأجزاء، متلاصقة الأعضاء، حتى وإن شبهها بالقنطرة التي تبنى بالآجر أو بالصاروج.
الربط بين الشطرين والمعنى العام:
الشاعر يصف الناقة بوصف دقيق ومعجز، فيقارنها بالقنطرة الرومانية من حيث المتانة والتماسك، ثم يؤكد على أن هذا الشكل المتين والقوي هو من صنع الله.
المعنى العام للبيتين:
الشاعر يصور الناقة كمعجزة إلهية، بحيث تكون قوية ومتينة ومتماسكة الأجزاء، وكأنها مبنية من الآجر والصاروج.
الأساليب البلاغية:
- التشبيه: وهو أساس هذا البيت الشعري، حيث شبه الشاعر الناقة بالقنطرة الرومانية.
- الاستعارة: في وصف الناقة بأنها مبنية من الآجر والصاروج.
- القسم: "والله لتكتنفن"، يعطي للكلام قوة ويؤكد على المعنى.
خاتمة:
هذا البيت الشعري يعتبر نموذجاً للوصف الشعري الدقيق والمعجز، حيث استطاع الشاعر أن يصور لنا صورة حية للناقة، مستخدمًا مجموعة من الأساليب البلاغية التي زادت من جمال البيت وقوته.
التسميات
شرح معلقة طرفة بن العبد