لَعَمْرُكَ ما أمْرِي عليّ بِغُمَّةٍ + نَهَارِي ولا لَيلِي عَليّ بسرْمَدِ
- الغمة والغم واحد، وأصل الغم التغطية، والفعل غم يغم ومنه الغمام؛ لأنه يغم السماء أي يغطيها، ومنه الأغم والغماء، لأن كثرة الشعر تغطي الجبين والقفا.
المعنى:
- يقول: أقسم ببقائك ما يغم أمري رأيي، أي ما تغطي الهموم رأيي في نهاري، ولا يطول عليّ ليلي حتى كأنه صار دائمًا سرمدًا.
- وتلخيص المعنى: أنه تمدح بمضاء الصريمة وذكاء العزيمة، يقول: لا تغمني النوائب فيطول ليلي ويظلم نهاري.
الشرح:
يُعدّ هذا البيت من معلقة طرفة بن العبد، أحد أشهر المعلقات السبع، ويصف فيه الشاعر قدرته على تحمل الصعاب والشدائد، وعدم تأثره بالهموم والأحزان. يُقسم الشاعر بحياته على أن نهاره وليله لا يطولان عليه، فهما قصيران كأنّهما لحظة واحدة. ويرجع ذلك إلى قدرته على مواجهة المشاكل بحكمة وعزيمة، وعدم استسلامه لليأس والقنوط.
التحليل:
- الصورة الشعرية: يستخدم الشاعر صورة شعرية قوية لوصف نفسه، حيث يشبه نفسه بالشمس التي لا تُغشّيها السحب، أو بالأسد الذي لا يخاف من أي شيء.
- القسم: يُقسم الشاعر ببقائه، وهو أقوى أنواع القسم، مما يدل على صدق مشاعره وقوة إيمانه بنفسه.
- التكرار: يُكرر الشاعر كلمة "لا" في البيت، مما يُؤكّد على المعنى ويُضفي عليه المزيد من القوة.
- المفردات: استخدم الشاعر مفردات دقيقة ووصفية، مثل "غمّة" و "سرمد". تُسهم هذه المفردات في خلق صورة واضحة في ذهن القارئ.
القيم:
- الشجاعة: يُظهر هذا البيت شجاعة الشاعر وقوة عزيمته، حيث لا يخاف من أي شيء ولا تُؤثّر عليه الهموم والمشاكل.
- الصبر: يُظهر هذا البيت صبر الشاعر وتحملّه للشدائد، حيث لا يطول عليه الليل ولا يُؤثّر عليه مرور الوقت.
- الإيمان بالنفس: يُظهر هذا البيت إيمان الشاعر بنفسه وقدراته، حيث يُؤكّد على قدرته على مواجهة أي تحدٍّ.
الخلاصة:
يُعدّ هذا البيت من أجمل أبيات الشعر العربي، حيث يُجسّد قدرة الإنسان على التغلب على الصعاب والشدائد. يُظهر هذا البيت أيضًا قيمًا إيجابية مثل الشجاعة والعزيمة والصبر، ويُشجعنا على مواجهة التحديات بتفاؤل وثقة بالنفس.
التسميات
شرح معلقة طرفة بن العبد