شرح وتحليل: وَأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نظَرْتُ حِوَارَه + على النَّار واستَودعتُه كفّ مُجْمِدِ

وَأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نظَرْتُ حِوَارَه + على النَّار واستَودعتُه كفّ مُجْمِدِ

  • ضبحت الشيء: قربته من النار حتى أثرت فيه، أضبحه ضبحًا.
  • الحوار والمحاورة: مراجعة الحديث، وأصله من قولهم: حار يحور إذا رجع.
ومنه قول لبيد: [الطويل]:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه + يحور رمادًا بعدَ إذ هو ساطع
  • نظرت: أي انتظرت، والنظر الانتظار، ومنه قوله تعالى: {انْظُرُونَاَ نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: 13].
  • استودعته وأودعته واحد.
  • المجمد: الذي لا يفوز، وأصله من الجمود.

الشرح:

يقول: ورب قدح أصفر قد قرب من النار حتى أثرت فيه، وإنما فعل ذلك ليصلب ويصفر، انتظرت مراجعته أي انتظرت فوزه أو خيبته ونحن مجتمعون على النار له، وأودعت القدح كفَّ رجل معروف بالخيبة وقلة الفوز، يفتخر بالميسر وإنما افتخرت العرب به لأنه لا يركن إليه إلا سمح جواد، ثم كمل المفخرة بإيداع قدحه كف مجمد قليل الفوز.

معنى البيت:

الشاعر يتحدث عن قدح أصفر اللون قربه من النار ليصلبه ويغير لونه، ثم انتظر مع أصحابه نتيجة هذا العمل وهم مجتمعون حول النار. بعد ذلك، أسند هذا القدح إلى رجل معروف بعدم حظه، وكأنه يتمنى لهذا الرجل الفشل.

الدلالات والمعاني المستفادة:

  • الرمزية: القدح يرمز إلى أمر ما يسعى إليه الشاعر أو قومه، والنار ترمز إلى الاختبار أو المحنة.
  • التشاؤم: إسناد القدح إلى رجل مجمد يدل على تشاؤم الشاعر من نتيجة الأمر الذي قام به.
  • السخرية: ربما يكون هناك عنصر من السخرية في هذا البيت، حيث يسخر الشاعر من الرجل المجمد أو من نفسه.
  • الاعتزاز بالنفس: على الرغم من التشاؤم، إلا أن هناك نوعًا من الاعتزاز بالنفس عند الشاعر، حيث يصف نفسه بأنه من النوع الذي يجرب الأمور الجديدة.

الجو العام للبيت:

البيت يحمل جوًا من الترقب والقلق، مختلطًا ببعض السخرية والتشاؤم. الشاعر يعبر عن حالة نفسية معقدة، فهو يتطلع إلى نتيجة أمر ما، ولكنه في الوقت نفسه يشعر بالخوف من الفشل.

الخلاصة:

هذا البيت الشعري يعتبر نموذجًا جميلًا للغة العربية، حيث استخدم الشاعر مجموعة من الصور البيانية والمعاني الدقيقة للتعبير عن مشاعره وأفكاره. كما أنه يعكس جوانب من ثقافة العرب في ذلك الزمن، مثل اهتمامهم بالنار والقدح، وتقديرهم للشجاعة والمغامرة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال