مهارة تحليل الخريطة.. توزيع الظاهرات ووصفها. إدراك العلاقات بين الظاهرات. عقد المقارنات

يوضح اللقاني وزملائه أن مهارة تحليل الخريطة يقصد بها: توزيع الظاهرات الممثلة على الخريطة ووصفها وإدراك العلاقات بين هذه الظاهرات وعقد المقارنات سواءً بين الظاهرات والبيانات المعروضة أو عقد هذه المقارنات بين خريطتين.

وتعتمد هذه المهارة على مهارة قراءة الخريطة لأنه يصعب على المعلم أن يحلل الخريطة دون أن يستطيع قراءتها والإلمام بلغتها إلماماً تاماً وتطلب مهارة التحليل قدرات عقلية ذات مستوى أعلى من المهارات التي تتطلبها قراءة الخريطة لذلك نجد أن مخططي البرامج الدراسية في تعلم الخريطة يضعون مهارات تحليل الخريطة في الصفوف الدراسية المتقدمة.

أما جودت سعادة فيرى أنه بالرغم من أن هذه المهارة تمثل قمة التفكير الإنساني إلا أن هذا لا يعني اقتصارها على المستويات أو الصفوف العليا من المراحل الدراسية، بل يشجع المتخصصون ويطالبون بضرورة  التركيز عليها منذ السنوات الأولى من المرحلة الإبتدائية ولكن لابد هنا أن نطلب من التلاميذ الصغار  محاولة الربط بين شيئين أو أكثر من الأشياء أو الظواهر المحيطة بهم حسب مستوياتهم وقدراتهم العقلية.

ويعتمد المعلم في هذه الحالة على أسلوب الملاحظة المباشرة الذي يقوم به الصغار تحت إشرافه وتوجيهه أما في المرحلة الإبتدائية العليا فيتطور الأمر إلى المقارنة المجردة بين خريطتين أو أكثر لمنطقة واحدة وتشجيع التلاميذ على صياغة التصميمات أو الوصول إلى استنتاجات ذات علاقة وعمل مناقشات مستفيضة بشأنها.

وما أن يصل التلاميذ إلى المرحلتين الإعدادية والثانوية حتى تزداد العملية صعوبةً وتعقيداً عند القيام بالمقارنة بين الخرائط والوصول إلى الاستنتاجات حيث أن نضج التلاميذ ومرورهم بخبرات تعليمية عديدة وعميقة يجعل من تعاملهم مع خرائط أكثر عمقاً وتجرداً ضرورة من الضرورات العلمية والعملية.

ويرى الباحث أن: مهارة تحليل الخريطة تعتبر ضرورية لمعلم المواد الإجتماعية لأن الخريطة ماهي إلا عرض للظاهرات التي تتناولها المواد الإجتماعية وحينما يفتقد المعلم هذه المهارة فإنه لا يستطيع غالباً أن يعرض درسه بالصورة المرغوب فيها وتتكون هذه المهارات من المهارات الفرعية الآتية:

1- توزيع الظاهرات ووصفها:
لما كانت الخريطة تعتبر تمثيلاً للظاهرات الجغرافية التي تتواجد في منطقة ما فإن المعلم في تناوله للخريطة في التدريس يقوم بعملية دراسة ووصف للظاهرات المختلفة ومكوناتها وأنماطها ومدى تركزها وانتشارها في كل منطقة أو إقليم أو دولة، الأمر الذي يتطلب أن يكون لدى المعلم وعي بمكونات الدرس وعناصره ومدى ارتباطه بالظاهرات الممثلة على الخريطة الخاصة بالدرس.

2- إدراك العلاقات بين الظاهرات: 
تشير فهيمه عبد العزيز إلى أن المقصود بإدراك العلاقات بين الظواهر على الخريطة هو القدرة على فهم الظواهر الممثلة على الخريطة ومعرفة أبعادها والتأثير والتأثر بينها.

ويذكر اللقاني وزملائه أنه بعد أن يقوم المعلم بتوزيع كل ظاهرة على الخريطة يجب أن يتأكد من أن كل تلميذ استطاع أن يدرك طبيعة كل ظاهرة وأبعادها، وذلك تمهيداً لتوضيح العلاقات بين مختلف الظاهرات والربط بينها بحيث يصل في النهاية إلى إدراك كامل لطبيعة هذه العلاقات ويصل إلى أن ظاهرة لا توجد بمعزل عن الظاهرات الأخرى وإنما هناك علاقات تؤثر تأثيراً متبادلاً فيما بينها، وقد تكون الفرصة متاحة لعرض أنماط أو مجموعات بينها علاقات تشابه أو اختلاف.

ومن أمثلة ذلك : إدراك العلاقة بين توزيع المطر والأقاليم النباتية في العالم أو العلاقة بين ارتفاع درجة الحرارة كلما انخفضنا عن مستوى سطح البحر أو انخفاضها كلما ارتفعنا عن مستوى سطح البحر أو العلاقة بين الكثافة السكانية في دولة ما ومواطن توزيع الموارد الطبيعية فيها أو طبيعة سطحها أو موقعها الاستراتيجي ونحو ذلك.

3- عقد المقارنات: 
يذكر الحسن أن المقصود بعقد المقارنات إدراك وجه التشابه أو الاختلاف بين الظاهرات في خريطة واحدة أو في خريطتين أو أكثر أو مقارنة الظاهرات المبينة على الخريطة بمعلومات القارئ السابقة ويشير سعادة إلى أن مهارة مقارنة الخرائط تمثل قمة المهارات الجغرافية التي ينبغي التركيز عليها من جانب المعلمين ومخططي المناهج الدراسية.

لذا يؤكد اللقاني وزملائه على أن هذه المهارة تعتمد أساساً على كفاءة المعلم في التمييز بين أوجه  الشبه والاختلاف بين الظواهر أو المقارنة بينها والموضحة على خريطة أو خريطتين ومن خلال ذلك يستطيع الخروج بتصميم ما، ثم يبدأ في تطبيقه على ظاهرات مختلفة على الخريطة.

ويوضح جودت سعادة أن عملية المقارنة تتم بقراءة ما في تلك الخريطة قراءة دقيقة، ثم الانتقال إلى الخريطة الثانية أو الثالثة وقراءتها قراءة عميقة أيضاً، وإدراك المعلومات بينها للوصول إلى أوجه الشبه ونقاط الاختلاف بينها ومن ثم التوصل إلى تعميمات أو استنتاجات عامة قد لا تكون صريحة في هذه الخريطة ولكن يمكن استخلاصها عن طريق المقارنة.

ومن أمثلة ذلك مقارنة خريطة التضاريس الطبيعية للعالم بالمناطق التي تنتشر فيها الزلازل والبراكين أو مقارنة مناخ جنوب غرب المملكة بمناخ شرق المملكة أو المقارنة بين توزيع الغطاء النباتي وكثافته بين دولتين وارتباط ذلك بتوزيع الأمطار أو نوعية التربة.