شرح وتحليل: وَيَأْتِيكَ بالأَخْبَارِ من لَمْ تَبعْ لَهُ + بَتاتًا وَلَمْ تضرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ

وَيَأْتِيكَ بالأَخْبَارِ من لَمْ تَبعْ لَهُ + بَتاتًا وَلَمْ تضرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ

  • باع قد يكون بمعنى اشترى، وهو في البيت بهذا المعنى.
  • البتات: كساء المسافر وأداته [والجمع أبتّة].
ولم تضرب له أي لم تبين له كقوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} [النحل: 75] أي بيّن وأوضح.
يقول: سينقل إليك الأخبار من لم تشترِ له متاع المسافر، ولم تبيّن له وقتًا لنقل الأخبار إليك.

الشرح:

  • ويأتيك بالأخبار: أي تأتي إليك الأخبار من غير أن تسعى وراءها أو تبحث عنها.
  • من لم تبع له بتاتًا: أي من شخص لم تعطه شيئًا قط، ولم تربطه بك أي صلة مادية أو معنوية.
  • ولم تضرب له وقت موعد: أي لم تحدد له وقتًا للقاء أو للتواصل معه.

التحليل:

يُعبّر هذا البيت عن حكمةٍ عميقةٍ مفادها أنّ الأخبار الصادقة والمهمة قد تأتي إليك من مصادر غير متوقعة، ومن أشخاص لا تربطك بهم أي علاقة مسبقة. فالأحداث تجري في العالم، والناس يتكلمون ويتناقلون الأخبار، وقد تصل إليك معلومات قيّمة من شخصٍ لم تلتقِ به من قبل، أو لم تفكر يومًا في التواصل معه.

ويُضفي هذا البيت على معنى الحكمة بعدًا إضافيًا من خلال الإشارة إلى أنّ هذه الأخبار قد تأتي إليك دون أن تسعى وراءها أو تبحث عنها. ففي زمننا الحالي، نعيش في غمرةٍ من المعلومات والضوضاء، ونصبح أحيانًا مهووسين بالبحث عن الأخبار ومتابعة كل ما يجري في العالم. ولكنّ هذا البيت يُذكّرنا بأنّ بعضًا من أهمّ الأخبار قد تصل إليك دون جهدٍ منك، وأنّ عليك أن تكون منفتحًا على سماع المعلومات من مختلف المصادر، حتى من تلك التي لا تتوقعها.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ البيت يُشير إلى أنّ هذه الأخبار قد تأتي إليك من أشخاصٍ لا تربطك بهم أي علاقةٍ مسبقة. وهذا يُذكّرنا بأنّ علاقاتنا الاجتماعية ليست هي المصدر الوحيد للمعلومات، وأنّ علينا أن نكون منفتحين على التعامل مع أشخاصٍ جدد، وأن نستمع إلى وجهات نظرهم، فقد يكون لديهم ما يُقدّمونه لنا من معرفةٍ وتجاربٍ قيّمة.

وبشكلٍ عام، فإنّ هذا البيت يُشجّعنا على أن نكون فضوليين ومنفتحين على العالم، وأن لا نكتفي بالمعلومات التي تأتي إليك من مصادر محددة أو من أشخاصٍ نعرفهم. فالعالم مليءٌ بالمعلومات والخبرات، وقد تأتي إليك من مصادر غير متوقعة، وتُغيّر نظرتك للأشياء وتُثري حياتك.

فائدة البيت:

يُفيدنا هذا البيت في حياتنا اليومية من خلال:
  • تذكيرنا بأهمية البحث عن المعرفة من مختلف المصادر.
  • تشجيعنا على الانفتاح على التعامل مع أشخاصٍ جدد.
  • مساعدتنا على اكتشاف معلوماتٍ جديدةٍ قد لا نكون على درايةٍ بها.
  • تغيير نظرتنا للأشياء وتثري حياتنا.
وأخيرًا، فإنّ هذا البيت يُعدّ من الأمثلة الرائعة على بلاغة اللغة العربية، وقدرتها على التعبير عن الأفكار العميقة بأسلوبٍ مُوجزٍ وجميل.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال