شرح وتحليل: وَأَعْلَمُ مَا فِي اليوْمِ والأمسِ قَبْلَهُ + وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِي

وَأَعْلَمُ مَا فِي اليوْمِ والأمسِ قَبْلَهُ + وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِي

  • يقول: وقد يحيط علمي بما مضى وما حضر، ولكني عميُّ القلب عن الإحاطة بما هو منتظر متوقع.

المعنى العام للبيت:

يعبر الشاعر في هذا البيت عن حقيقة واقعة وهي محدودية علم الإنسان، فبينما يستطيع أن يعي ويتذكر الأحداث الماضية والحاضرة، إلا أنه عاجز عن معرفة ما سيحدث في المستقبل. إنه يعترف بقدرته على استيعاب الماضي والحاضر، ولكنه يعبر عن جهله بالمستقبل، وهذا يعكس حالة الإنسان الطبيعية.

الشرح اللفظي والمعنوي:

وَأَعْلَمُ مَا فِي اليوْمِ والأمسِ قَبْلَهُ:

  • يعني الشاعر أنه على علم بكل ما حدث في اليوم الحالي وفي الأيام السابقة.
  • الأمس: يشير إلى اليوم الذي سبق اليوم الحالي.
  • قبلَه: تعني الأيام التي سبقت الأمس.

وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِي:

  • هنا يعبر الشاعر عن جهله بالمستقبل، فهو أعمى عن رؤية ما سيحدث غدًا.
  • غدٍ: يشير إلى اليوم التالي.
  • عمي: تعني أعمى البصيرة، أي جاهل.

التحليل والمعاني الدلالية:

  • التناقض بين العلم والجهل: يبرز البيت التناقض بين علم الإنسان بالماضي والحاضر وجهله بالمستقبل، وهذا التناقض يعكس طبيعة الحياة البشرية.
  • التواضع الإنساني: يعبر الشاعر عن تواضعه وإدراكه لحدود علمه، فهو لا يدعي المعرفة المطلقة بكل شيء.
  • الحكمة: يحمل البيت حكمة عميقة، فهي تذكر الإنسان بأن عليه الاستعداد للمستقبل والتخطيط له، ولكن دون أن ينسى أن هناك أمورًا خارجة عن إرادته.
  • الأمل والتفاؤل: على الرغم من الاعتراف بالجهل بالمستقبل، إلا أن البيت لا يحمل معنى اليأس، بل يدعو إلى التفاؤل والثقة بالله.

العلاقة بالسياق العام للشعر:

هذا البيت هو جزء من معلقة للشاعر زهير بن أبي سلمى، وهي من أبرز المعلقات السبع. يتناول الشاعر في هذه المعلقة موضوعات مختلفة تتعلق بالحياة والموت والحب والفراق، ويشمل هذا البيت فكرة فلسفية عميقة حول طبيعة الزمن والمعرفة البشرية.

الخلاصة:

يشكل هذا البيت شعريًا وأدبيًا وفلسفيًا، فهو يعبر عن حقيقة واقعة وهي محدودية علم الإنسان، ويحمل في طياته حكمة عميقة تدعو إلى التواضع والتخطيط للمستقبل. كما أنه يمثل جزءًا أصيلاً من التراث العربي، ويعتبر من أجمل الأبيات الشعرية التي عبرت عن هذه الفكرة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال