أخي ثِقَةٍ لا يَنْثَني عن ضرِيبةٍ + إذا قيلَ مهلًا قال حاجزُه قَدي
- أخي ثقة: يوثق به، أي صاحب ثقة.
- الثني: الصرف، والفعل ثنى يثني والانثناء: الانصراف.
- الضريبة: ما يضرب بالسيف، والرمية: ما يرمى بالسهم، والجمع الضرائب والرمايا.
- مهلًا: أي كف.
- قدي وقدني: أي حسبي.
وقد جمعهما الراجز في قوله: [الرجز]: قدني من نصر الخبيبين قدي
يقول: هذا السيف سيف يوثق بمضائه كالأخ الذي يوثق بإخائه لا ينصرف عن ضريبة أي لا ينبو عما ضرب به، إذا قيل لصاحبه كُفَّ عن ضرب عدوك قال مانع السيف وهو صاحبه: حسبي فإني قد بلغت ما أردت من قتل عدوي، يريد أنه ماضٍ لا ينبو عن الضرائب، فإذا ضرب به صاحبه أغنته الضربة الأولى عن غيرها.
معنى البيت:
يشيد الشاعر في هذا البيت بأخيه، ويصفه بأنه سيفٌ ثِقَةٌ لا ينصرف عن هدفه، ولا يتراجع عن الضربة التي يوجهها للعدو. وكأن الشاعر يشبه سيف أخيه بأخيه نفسه في الثبات والإقدام.
التفصيل:
- أخي ثِقَةٍ: يصف الشاعر أخاه بأنه شخص موثوق به، أي يمكن الاعتماد عليه في كل الأحوال.
- لا يَنْثَني عن ضرِيبةٍ: يعني أن السيف لا ينحرف عن هدفه، ولا يتراجع عن الضربة التي وجهها. أي أنه سيف ثابت لا يرتد.
- إذا قيلَ مهلًا: إذا طلب منه التوقف عن القتال.
- قال حاجزُه قَدي: أي قال صاحبه (السيف) حسبي، أي يكفيني ما فعلت.
معنى البيت ككل:
الشاعر يصف سيف أخيه بأنه سيف موثوق به، لا يتردد في القتال، وإذا ما طلب منه التوقف، فإنه يكون قد حقق هدفه ولا يحتاج لمزيد من القتال. وكأن الشاعر يشبه سيفه بأخيه في الشجاعة والثبات.
الدلالات والمعاني المستفادة:
- الشجاعة والفروسية: يبرز البيت قيمة الشجاعة والفروسية في المجتمع العربي القديم.
- الولاء والإخلاص: يعبر البيت عن الولاء والإخلاص بين الأخوين، وكيف أن السيف يمثل امتدادًا لشخصية صاحبه.
- الوصف الحسي: يستخدم الشاعر لغة حسية واضحة لوصف السيف، مما يجعل الصورة أكثر وضوحاً في ذهن القارئ.
- الرمزية: يمكن اعتبار السيف رمزًا للقوة والشجاعة والإخلاص، ويمكن أيضًا أن يرمز إلى الأخوة والولاء.
الخلاصة:
هذا البيت الشعري يعتبر نموذجًا للشعر الوصفي، حيث يصف الشاعر سيف أخيه بصفات إنسانية، مما يجعل الصورة أكثر جمالاً وإيحاءً. كما يعبر البيت عن قيم اجتماعية مهمة مثل الشجاعة والإخلاص والولاء.
التسميات
شرح معلقة طرفة بن العبد