موقف الحسين من فكرة دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى.. الدعوة لاتخاذ الترتيبات والاحتياطات العسكرية والاقتصادية لتقليص خطورة الحرب في الجزيرة العربية

لم يرجح الحسين فكرة احتمال دخول الدولة العثمانية الحرب بجانب المانيا، ويعود ذلك لجملة عوامل: منها عدم اطمئنانه لنيات الاتحاديين تجاهه سواء أربحت الدولة الحرب، أم خسرتها  كما أن مفاوضاته التي كان يجريها نجله عبد الله مع السلطات الانكليزية في حالة ثورته على الأتراك.

وقد برر عبد الله موقف والده الأخير بالتباكي وخوفه مما يصيب الكيان الاسلامي من هذه الحرب فيما لو اقدمت الدولة العثمانية على الاسهام فيها.
لقد تعمد الحسين ـ كعادته ـ الاساليب المزدوجة في تحديد موقفه النهائي من الحرب.

فهو يجمع بين رفضه لدخول الدولة الحرب، وبين الدعوة لاتخاذ الترتيبات والاحتياطات العسكرية والاقتصادية لتقليص خطورة الحرب في الجزيرة العربية  فقد اوضح في رسالته الجوابية على استفسار الصدر الأعظم، ان على الدولة ـ حالة اشتراكها في الحرب.

وبعد أن أعلن رفضه لهذه الخطورة ـ ضرورة تجهيز الجيش وكذلك تعزيز الفرقة العسكرية الموجودة في عسير والاخرى المرابطة في الحجاز، فضلا عن تجهيز هذه الولايات بالمؤونة والمواد الضرورية لفترة لا تقل عن خمس سنوات.

ولم تتضمن اجابة الدولة عنه، أكثر من شكرها لنصائحه وبأنها قد فكرت بكل شيء  في الوقت الذي راح فيه الاتحاديون يخططون على ازاحته من منصبه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال