شرح وتحليل: أَرَى قَبْرَ نَحّامِ بَخيلٍ بِمَالِهِ + كَقَبْرِ غَوِيٍّ في البطالَةِ مُفْسِدِ

أَرَى قَبْرَ نَحّامِ بَخيلٍ بِمَالِهِ + كَقَبْرِ غَوِيٍّ في البطالَةِ مُفْسِدِ


الشرح:

النحّام: الحريص على الجمع والمنع.
الغويّ: الغاوي الضال، والغي والغواية الضلالة، وقد غوى يغوي.

تحليل البيت:

يقول: لا فرق بين البخيل والجواد بعد الوفاة فَلِمَ أبخل بأعلاقي، فقال: أرى قبر البخيل والحريص بماله كقبر الضال في بطالته المفسد بماله.
هذا البيت من معلقة طرفة بن العبد، وهو من أهم أبيات القصيدة، حيث يعبر عن موقفه من البخل والطمع، ويؤكد على أن لا فرق بينهما في النهاية.
يبدأ البيت بقوله "أرى قبر نحام بخيل بماله"، والنحام هو الحريص على جمع المال، والمتضجر عند السؤال عنه. ويصف الشاعر قبر هذا البخيل بأنه "كقبر غوي في البطالة مفسد"، أي أنه لا يختلف عن قبر الضال الذي ينقاد للهوى، ويضيعه في بطالته.
ويؤكد الشاعر على هذه الفكرة بقوله "لا فرق بين الكريم في حياته، وبين البخيل يوم مماته"، أي أن الكرم والبخل لا يؤثران في الإنسان بعد وفاته، فكل منهما يموت ويترك ماله خلفه.
وهذا البيت يعبر عن موقف طرفة من البخل والطمع، حيث يرفضهما ويدعو إلى الكرم والبذل والعطاء. ويؤكد على أن الكرم هو الفضيلة التي تبقى للإنسان بعد وفاته.


الخصائص الفنية:

وفيما يلي بعض الملاحظات البلاغية في هذا البيت:

  • الاستعارة: استخدم الشاعر الاستعارة في قوله "أرى قبر نحام بخيل بماله"، حيث شبه البخيل بالنحام، وذلك من حيث حرصهما على جمع المال.
  • الكناية: استخدم الشاعر الكناية في قوله "كقبر غوي في البطالة مفسد"، حيث شبه قبر البخيل بقبر الضال، وذلك من حيث عدم جدوى المال بعد الموت.
  • التشبيه: استخدم الشاعر التشبيه في قوله "لا فرق بين الكريم في حياته، وبين البخيل يوم مماته"، وذلك من حيث عدم تأثير الكرم والبخل على الإنسان بعد وفاته.
  • القصر: استخدم الشاعر القصر في قوله "لا فرق بين الكريم في حياته، وبين البخيل يوم مماته"، وذلك من خلال حصر المقارنة بين الكريم والبخيل.
ويمكن القول أن هذا البيت من الأمثلة الرائعة على بلاغة الشعر العربي، حيث يجمع بين المعنى العميق والأسلوب الرائع.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال