مُشَعْشَعَةً كَأَنّ الْحُصَّ فِيهَا + إِذَا مَا الْمَاُء خَالَطَهَا سَخِينَا
- شعشعت الشراب: مزجته بالماء.
- الحص: الورس نبت له نوّار أحمر يشبه الزعفران.
ومنهم من جعل سخينًا صفة ومعناه الحار، من سخن يسخُن سخونة، ومنهم من جعله فعلًا من سخي يسخى سخاءً، وفيه ثلاث لغات: إحداهن ما ذكرنا، والثانية سَخُوَ يسخو، والثالثة سخا يسخو سخاوة.
المعنى:
يقول: اسقينيها ممزوجة بالماء كأنها من شدة حمرتها بعد امتزاجها بالماء ألقي فيها نَوْر هذا النبت الأحمر، وإذا خالطها الماء وشربناها وسكرنا جُدنا بعقائل أموالنا (ما يمسك ضنّه به) وسمحنا بذخائر أعلاقنا (جمع عِلق وهو النفيس من كل شيء)، هذا إذا جعلنا سخينًا فعلًا.
وإذا جعلناه صفة كان المعنى: كأنها حال امتزاجها بالماء وكون الماء حارًّا، نور هذا النبت.
ويروى شحينًا، بالشين المعجمة، أي إذا خالطها الماء مملوءة به.
- والشحن: الملء، والفعل شحن، يشحَن، والشحين، بمعنى المشحون كالقتيل بمعنى المقتول، يريد أنها حال امتزاجها بالماء وكون الماء كثيرًا تشبه هذا النَّور.
الشرح:
يصف الشاعر في هذا البيت خمرًا ممزوجة بالماء، ويُشبّه لونها بعد الخلط بلون الحصّ، وهو نبات له نوار أحمر يشبه الزعفران.
التحليل:
- الصورة الشعرية: استخدم الشاعر تشبيهًا مركبًا، حيث شبّه لون الخمر بعد الخلط بلون الحصّ، ثم شبّه الحصّ بالنور.
- الأسلوب: اتّسم الأسلوب في هذا البيت بالجزالة والسلاسة، ووضوح المعنى.
- المعنى: يُشير الشاعر إلى أنّ الخمر بعد الخلط بالماء تصبح ذات لون أحمر جميل يشبه لون نوار الحصّ، ممّا يزيد من جمالها وجاذبيتها.
ملاحظات:
اختلف النحاة في إعراب كلمة "سخينًا":
- الرأي الأول: جعلها صفة للماء، أي: الماء الحار.
- الرأي الثاني: جعلها فعلًا من "سخا" بمعنى: سخى الشاعر بالخمر على ضيوفه.
- الرأي الثالث: جعلها صفة للخمر، أي: الخمر السخية.
ورد في بعض الروايات "شحينًا" بدلًا من "سخينًا"، بمعنى: مملوءة بالماء.
يُشير الشاعر إلى أنّ شرب الخمر السخية يُؤدّي إلى السكر، ممّا قد يدفع الشارب إلى الكرم المبالغ فيه، وإعطاء أمواله للآخرين.
الاستنتاج:
يُعدّ هذا البيت من أبيات الشعر الجميلة التي تُعبّر عن جمال الخمر وسُحرها، كما يُشير إلى بعض آثار شربها.
التسميات
شرح معلقة عمرو بن كلثوم