شرح وتحليل: وَخَذٌّ كقِرْطاسِ الشّآمي ومِشْفَرٌ + كَسِبْتِ اليَماني قِدُّهُ لم يُحَرَّدِ

وَخَذٌّ كقِرْطاسِ الشّآمي ومِشْفَرٌ + كَسِبْتِ اليَماني قِدُّهُ لم يُحَرَّدِ

  • قوله: كقرطاس الشآمي يعني كقرطاس الرجل الشآمي، فحذف الموصوف اكتفاء بدلالة الصفة.
  • المشفر للبعير: بمنزلة الشفة للإنسان، والجمع المشافر.
  • السبت: جلود البقر المدبوغة بالقرظ (ورق السلم يدبغ به).
  • وقوله: كسبت اليماني، يريد كسبت الرجل اليماني، التحريد: اضطراب القطع وتفاوته.
  • شبه خدها في الانملاس بالقرطاس ومشفرها بالسبت في اللين واستقامة القطع.

شرح مفردات البيت:

  • الخد: الوجه.
  • القرطاس الشامي: الورق الأبيض الناعم المستورد من الشام.
  • المشفر: الشفة العليا من فم البعير، ويقصد به هنا الجلد الممتد من الأنف إلى الفم.
  • السبت: جلد البقر المدبوغ بالقرظ، وهو نوع من الجلود المميزة بالقوة والمرونة.
  • التحريد: الاضطراب والتفاوت في القطع، أي أن يكون القطع غير مستوٍ.
  • كسبت اليماني: أي جلد البعير اليماني المعروف بجودته.

معنى البيت:

يشبه الشاعر خد الناقة بالورق الأبيض الناعم (القرطاس الشامي)، أي أنه أبيض ناصع ولين. كما يشبه جلد شفتها العليا (المشفر) بجلد البقر المدبوغ (السبت)، أي أنه أسود أملس ومستقيم القطع. وهذا التشبيه يدل على جمال الناقة ونعومة جلدها.

البلاغة في البيت:

  • التشبيه: استخدم الشاعر التشبيه لتوضيح جمال الناقة ووصف ملامحها بدقة.
  • الاختصار: حذف الموصوف (الرجل الشامي والرجل اليماني) اكتفاء بدلالة الصفة، مما يضفي على البيت إيجازاً وبلاغة.
  • التضاد: هناك تضاد بين بياض الخد وسواد المشفر، مما يزيد من جمال الصورة الشعرية.
  • الدقة في الوصف: استخدم الشاعر ألفاظاً دقيقة لوصف الأجزاء المختلفة من الناقة، مما يدل على دقة ملاحظته ومهارته في الوصف.
باختصار، هذا البيت الشعري يعتبر نموذجًا رائعًا للوصف الشعري، حيث استطاع الشاعر أن يرسم صورة واضحة وجميلة لناقة باستخدام لغة بسيطة وواضحة، مع استخدام أساليب بلاغية متنوعة.

المعنى الكلي للبيت:

يريد الشاعر أن يصف جمال ناقة، فشبه خدها بالورق الأبيض الناعم، وشفتها العليا بجلد البقر الأسود الأملس، وهذا التشبيه يدل على جمال الناقة ونعومة جلدها. كما يدل على براعة الشاعر في اختيار الألفاظ وتوظيفها في وصف جمالي بديع.

قيمة البيت الأدبية:

هذا البيت يعد نموذجاً للوصف الشعري الدقيق والجميل، حيث استطاع الشاعر أن يرسم صورة واضحة للناقة في أذهان المتلقين. كما يعتبر هذا البيت شاهداً على براعة الشعراء العرب في استخدام اللغة العربية في وصف الجمال والطبيعة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال