شرح وتحليل: على مِثْلِهَا أمْضي إذا قالَ صاحبي + ألا لَيْتَنِي أفديكَ منها وأفْتَدِي

على مِثْلِهَا أمْضي إذا قالَ صاحبي + ألا لَيْتَنِي أفديكَ منها وأفْتَدِي

• يقول: على مثل هذه الناقة أمضي في أسفاري حتى بلغ الأمر غايته.
• يقول صاحبي: ألا ليتني أفديك من مشقة هذه الشقة فأخلصك منها وأنجي نفسي.

معاني البيت:

معناه: على مثل هذه الناقة أسير وأمضى إذا قال صاحبي أنا هالكون من خوف الفلاة. وقوله (ألا ليتني أفديك منها) معناه من الفلاة، فجاء بمكنيها ولم يتقدم لها ذكر، لدلالة المعنى عليها، كما قال الله عز وجل: (حتَّى تَوارَتْ بالحِجاب). فكنى عن الشمس ولم يجر لها ذكر. وقال حميد:

وحمراءَ منها كالسَّفينة نضَّجتْ + به الحملَ حتَّى زاد شهراً عديدُها

أراد: وحمراء من الإبل؛ ولم يجر لها ذكر. وقوله: (ألا ليتني أفديك منها وأفتدي) معناه: ليتني أقدر على أن أفتديك وأفتدي نفسي.

وعلى صلة أمضي، وكذلك إذا، والنون والياء اسم ليت، وخبرها ما عاد من أفديك، وأفتدي نسق على أفديك.

تحليل البيت:

البيت من معلقة الشاعر العربي الجاهلي طرفة بن العبد، وهو من أبيات القصيدة التي تتحدث عن رحلة الشاعر في الصحراء، وعن حبه لنقته.

في البيت، يصف الشاعر رحلة الصحراء، وكيف أن صاحبيه يشعران بالتعب والإرهاق، ويرغبان في التوقف، لكن الشاعر يصر على الاستمرار في الرحلة، حتى لو كان ذلك على حساب رفيقيه.

يقسم الشاعر بأنه سيستمر في الرحلة، حتى لو كان ذلك على حساب رفيقيه، حيث يقول: "إذا قال صاحبي ألا ليتني أفديك منها وأفتدي". أي أنه سيستمر في الرحلة حتى لو قال له رفيقيه: "يا ليتَني كنت مكانك".

وهذا يعكس حرص الشاعر على الرحلة، وحبه للسفر، ورغبته في اكتشاف العالم من حوله. كما يعكس قوة شخصيته، وتصميمه على تحقيق أهدافه.

وعلى مستوى الأسلوب، يتميز البيت بالوضوح والبساطة، حيث استخدم الشاعر كلمات سهلة ومفهومة، وجملًا قصيرة وسهلة الفهم. كما استخدم البحر البسيط، وهو من البحور السهلة الوزن والضبط.

الخصائص الفنية:

وفيما يلي بعض الملاحظات على البيت:

• استخدام أسلوب القسم لتأكيد رغبة الشاعر في الاستمرار في الرحلة.
• استخدام أسلوب التعجب للتعبير عن شدة رغبة صاحبي الشاعر في التوقف.
• استخدام التورية في قوله: "أفديك منها وأفتدي". حيث يمكن فهمها على أنها رغبة في تخليص رفيقيه من مشقة الرحلة، أو رغبة في تخليص نفسه من رفيقيه.

وبشكل عام، يعد هذا البيت من الأبيات الجميلة في معلقة طرفة بن العبد، حيث يعكس شخصية الشاعر، وحبه للسفر، وحرصه على تحقيق أهدافه.