وَإنّ سَفاهَ الشَّيخِ لا حِلْمَ بَعْدَهُ + وإنّ الفَتَى بَعدَ السّفَاهَةِ يَحْلُمِ
يقول: إذا كان الشيخ سفيهًا لم يُرْجَ حِلْمه؛ لأنه لا حال بعد الشيب إلا الموت، والفتى وإن كان نزقًا سفيهًا أكسبه شيبه حلمًا ووقارًا.
ومثله قول صالح بن عبد القدوس: [الرجز]:
والشيخ لا يترك أخلاقه + حتى يوارى في ثرى رمسه
الشرح:
يقسم الشاعر في البيت الأول على أن سفاهة الشيخ لا تعقبها حكمة، أي أن الشيخ الذي اعتاد السفاهة والتصرفات الحمقاء لا يمكنه أن يتغير ويصير حليماً، وذلك لأن العقل والحكمة تضعفان مع تقدم العمر، ويصبح الإنسان أكثر عرضة للحماقة والسفه.
أما في البيت الثاني، فيقول الشاعر إن الفتى الذي يتصرف بسفاهة يمكنه أن يتعلم من أخطائه ويصير حليماً، وذلك لأن العقل والحكمة يزدادان مع النضج والتجربة، ويمكن للفتى أن يتعلم من تجاربه ويصلح من سلوكه.
التحليل:
يقدم الشاعر في هذين البيتين حكمتين مهمتين حول السلوك البشري:
- الحكمة الأولى: أن السفاهة والتصرفات الحمقاء لا تليق بالكبار، لأنها تعكس ضعف العقل والحكمة.
- الحكمة الثانية: أن الشباب أكثر قابلية للتعلم والتغيير، ويمكنهم أن يصححوا من سلوكهم إذا أرادوا ذلك.
هذه الحكمتان تنطبق على جميع جوانب الحياة، وليس فقط على السلوك الشخصي. فمثلاً، يمكن تطبيقها على السياسة، حيث أن الزعيم الذي يتصرف بسفاهة لا يمكنه أن يحكم البلاد بحكمة، ويمكن تطبيقها على الأعمال التجارية، حيث أن التاجر الذي يتصرف بسفاهة لن ينجح في تجارته.
القيمة التربوية:
يمكن أن نستفيد من هذه الحكمتين في حياتنا اليومية، وذلك بأن نحرص على التصرف بحكمة ومسؤولية، وأن نتعلم من أخطأنا ونصلحها.
التسميات
شرح معلقة زهير بن أبي سلمى