شرح وتحليل: جَادَتْ عَلَيْهِ كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ + فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدّرْهَمِ

جَادَتْ عَلَيْهِ كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ + فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدّرْهَمِ

  • البَكر من السحاب: السابق مطره، والجمع الأبكار.
  • الحُرَّة: الخالصة من البرد والريح.
  • والحر من كل شيء: خالصه وجيده، ومنه طين حُرّ لم يخالطه رمل، ومنه أحرار البقول وهي التي تؤكل منها، وَحَرّ المملوك خلص من الرق، وأرض حرة لا خراج عليها، وثوب حر لا عيب فيه.
  • ويروى: جادت عليه كل عين ثرة.
  • العين: مطر أيام لا يقلع.
  • والثرة والثرثارة: الكثيرة الماء، القرارة: الحفرة.

المعنى:

يقول: مطرت على هذه الروضة كل سحابة سابقة المطر لا برد معها، أو كل مطر يدوم أيامًا ويكثر ماؤه حتى تركت كل حفرة كالدرهم، لاستدارتها بالماء وبياض مائها وصفائه.

التحليل البلاغي:

  • الاستعارة: شُبّهت "السحب" بـ"البكر الحرة" في خلوّها من البرد والريح وسرعة نزولها.
  • المجاز المرسل: مجاز مرسل من نوع الكناية، حيث كنّى بـ"جادة" عن "كثيرة المطر".
  • التشبيه: شُبّهت "القرارات" بـ"الدّرْهَمِ" في استدارتها وبياضها وصفائها.

المعنى:

يصف الشاعر في هذا البيت جمال روضة بعد هطول مطر غزير عليها، حيث شبه السحب النازلة بالمطر بـ"البكر الحرة" التي لم تُطرَق من قبل، لشدة سيلانها وكثرة ماؤها.
ويقول أنّ هذا المطر المتواصل قد ملأ كل حفرة في الروضة بالماء، فأصبحت كل حفرة شبيهة بـ"الدّرْهَمِ" في استدارتها وبياض مائها وصفائه.

الجماليات:

  • استخدام الألفاظ الجزلة: استخدم الشاعر ألفاظًا جزلة تدلّ على قوة المعنى وجماله، مثل "جادة" و"كلّ بكرٍ حرّةٍ" و"الدّرْهَمِ".
  • الصور البديعية: استخدم الشاعر الصور البديعية مثل الاستعارة والمجاز المرسل والتشبيه لإضفاء الجمال على المعنى.
  • الوصف الدقيق: وصف الشاعر الروضة بعد هطول المطر بشكل دقيق، مما يدلّ على قدرته على التعبير ووصف المشاهد بدقة.

الخلاصة:

يُعدّ هذا البيت من أجمل أبيات الشعر العربي، حيث يصف جمال روضة بعد هطول مطر غزير عليها بشكل دقيق وجميل، مستخدمًا الألفاظ الجزلة والصور البديعية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال